أرأيتم ماذا صنعت العدسات، وكيف أصبح الطفل ريان في صدارة الأحداث العالمية، فيما كل الذي حدث ببساطة *طفل في قرية نائية وقع في حفرة".
ربما الآلاف من البشر على ظهر هذا الكوكب الصغير تعرضوا لحوادث مرعبة، وفارقوا الحياة، ولم يعلم بهم أحد باستثناء أسرهم وجيرانهم.
لكن ريان المحظوظ بعدسات المصورين حشد العالم كله وتصدر الأخبار العالمية، وأصبح أشهر من الملوك والرؤساء.
لاحظوا معي الدور الذي صنعه مراسلو القنوات العالمية، المراسل المغربي الذي جعل من هذا الحدث كل هذه الضجة، لقد أجبروا قنواتهم على تخصيص مساحة واسعة وحشدوا العالم خلفهم.
حينما يكون الولاء الوطني يجري مجرى الدم لا ينتظر الصحفي للقناة التي يعمل بها أن تملي عليه أو تحدد الأولويات أو أن يسمح بتجاوز قضيته.. بل تحول إلى القائد والموجه وهو من يصنع الحدث، ومثل ذلك صنع المراسل الصحفي في فلسطين، وغيرهم في أكثر من بلد.
لا أدري كيف أقول لكم، وكيف احدثكم عن وطننا في اليمن، مضت 7 سنوات على جريمة اغتصاب دولة واختطاف شعب وقتل الآلاف منه، وتجويع الملايين، ومصادرة أملاكهم وتفجير المساكن ودور العلم والعبادة، وتعطيل الدستور والقانون من قبل جماعة عنصرية مسلحة، ولا تزال هذه القضية تحت مسمى أزمة سياسية، وأقسم لكم أن مثقفين وسياسيين وحشدا من ملايين العرب يجهلون حقيقة ما يجري في اليمن، والصورة أمامهم - بكل أسف - مجرد حرب بين اليمن والسعودية، وكل الذي جرى لهذا الشعب مغيب عنهم إلا من بحث بنفسه، أو له اهتمام شخصي بالقضية اليمنية.