يحتفل أعداء الحياة والنظام ورواد الفساد والعبث والانفلات والإجرام بالذكرى الحادية عشر لنكبة الحادي عشر من فبراير التي أسقطت النظام الجمهوري والديمقراطية والأمن والأمان وخرقت واحرقت برصاص طيشها جسد وقلب وطن الحكمة والإيمان ومزقت بحقد قادتها وانصارهم وحدة الصف والأرض والإنسان ونقلت البلاد من وضع السيادة والشموخ والكرامة الى وضع الوصاية والبند السابع والإذلال ومن وضع الحرية والاستقلال الى وضع الحصار والتبعية وشبه الاحتلال ومن وضع البناء والرقي والازدهار الى وضع التخلف والخراب والدمار والتراجع والانحسار.
يحتفلون اليوم بكل رفاهية ومرح وسرور من على كراسي السلطة المزدحمة بالاستعباد والإذلال المهين في الوقت الذي تمتلئ فيها المقابر بالضحايا المخلصين والثلاجات بالشهداء المستجدين وأرجاء المستشفيات والمدن بأصوات الجرحى المحملة بالوجع والأنين وجولات الشوارع والممرات بالموظفين والعمال الذين حولتهم النكبة إلي فقراء ومساكين ومتسولين.
يحتفل قادة ورواد ونشطاء واعلامين وسفهاء النكبة المطرودين والمنفيين من الأرضي اليمنية والمشردين في مختلف بقاع الأرض عبر مواقع التواصل الإجتماعي بذكرى نكبة الوطن والشعب.
ويحتفل معهم قادة وتجار وأنصار الحروب والموت وزعماء الفتن والنكبات والنكسات وأصحاب المصالح والمكاسب من النكبات بنتائج نكبتهم الإجرامية ويتبجحون بالحديث عن منجزاتها الكارثية بينما لا يجد المواطن من تلك المنجزات الفسبوكية شيء على الأرض سوى وطن محاصر ومدن مدمرة واقتصاد متهالك ومواطن مظلوم وجائع وهالك وأوضاع قاتلة وأنهار من الدماء متواصلة وأكوم من الأشلاء المتناثرة وبقايا من مقدرات البناء والإنجاز والتنمية التي كانت البلاد بها ممتلئة وزاخرة وعامرة.
يحتفلون ويتطاولون ويسرحون ويمرحون بأموال الشعب المنهوبة وبعائدات العمالة والارتزاق والخيانة وبثمن وقيمة دماء الشباب المغرر بهم ممن تم استخدامهم للوصول إلى مبتغاهم والي أهدافهم المنشودة والمشبوهة بينما يظل الشعب اليمني في هذا اليوم كسائر الأيام يقاوم الظروف المعيشية القاتلة بكل قوته ويواجه تحديات الحياة الخشنة والقاسية بكل طاقته يظل مشغولاً بطوابير الغاز ومياه الصدقات وطوابير مخابز الرغيف التابعة للمنظمات الإنسانية والخيرية .
ما حدث للوطن والموطن اليمني بسبب هذه النكبة وصناعها من تراجع وتخلف وتفقير وتجهيل وتلويث وتدنيس وتنجيس يستوجب وقفة حقيقية من كل القوى الوطنية والشعبية المخلصة لتُطهر دنس هذه الفتنة ونجس أعداء النظام والتقدم والازدهار والثورة والوحدة ولاستئصال ورمها السرطاني قبل أن ينتشر بكامل جسد الوطن اليمني ويفتك به وبكل الأمة.