لم يترك الفساد بمدينة تعز جانباً من جوانب الحياة أو مجال من مجالاته إلا واقتحمه وخيم فيه ففي أحد تلك المجالات التي لم تسلط عليها الاضواء والمتمثل في مهام عقال الحارات كان له حكاية فما يعرفه الجميع أن كل مديرية تتكون من مجموعة من الحارات والاحياء السكنية المحددة بحسب التقسيم الجغرافي المعروف ولكل حارة منها عاقل واحد تم تعينه بحسب عملية اختيار من غالبية سكان الحارة وبعد استيفاء الشروط الخاصة بمن يتولى هذا المهام.
ولكن هذا النظام تم تعطيله منذ بداية الحرب فبسبب نزوح بعض عقال الحارات وعدم رغبة الأحزاب المسيطرة على المدينة في البعض الاخر ورغبة بعض المحسوبين على تلك الاحزاب في الحصول علي نصيباً من الغنيمة وعلى مكانة ومهام ومسئولية تتوافق مع أهداف تلك الأحزاب الراغبة في السيطرة على قيادة وإدارة الحارات والتحكم بشئونها وشلون سكانها وبحصص الإغاثة والمساعدات المخصصة لها تم تغير جميع عقال الحارات النازحين والمشردين وتم تقسيم أغلب حارات المدينة الي عدة أقسام أو مربعات وصل البعض منها إلي سبعه أو ثمانية أقسام وبدلاً من وجود عاقل واحد لكل حارة أصبح للحارة الواحدة التي تقسم الي حارات سبعة أو ثمانية عقال.
وللأسف الشديد فقد تم اعتماد العشرات من العقال الجهلاء والمعروفين بالغباء والطيش بدون أي اختيار أو قبول لدى سكان الحارات وبدون التزام بأدنى المعايير أو شروط من يتولى هذا المهام .
ولهذا فإننا نشاهد البعض منهم يتاجر بمساعدات وإغاثة السكان أو يتلاعب بالتسجيل ولا يراعي الأولوية والاحتياجات والبعض يستخدم الختم الخاص به للمتاجرة والاسترزاق والبعض يبحث عن الهنجمة والفصاع ويحاول أن يتدخل فيما لا يعنيه وفي اشكاليات ليست من مهامه ولا من اختصاصه.
هؤلاء العقال الجدد الذين يملئون ممرات وأزقة الحارات يشكلون كارثة وعبئاً على الساكن وفي أغلب الأحيان تفوق إصرارهم على منافعهم عدة أضعاف