تعد عمليات القنص إحدى العمليات والوسائل العسكرية التي شغلت مساحة كبيرة في الحرب اليمنية وخاصة في المناطق الثابتة التي لم يتزحزح فيها أطراف القتال كجبهات مدينة تعز التي تطوقها الجماعة الحوثية بطاقم متخصص من القناصين المهمين والمدربين بدقة عالية.
ولا اعتراض هنا في استخدام هذه الوسيلة في العمليات العسكرية البحتة سوى في الدفاع أو الهجوم على المواقع العسكرية أو على المجاميع المسلحة التي تشتبك معها أو تنفذ عمليات هجوم عليها أو تحاول التقدم للسيطرة على المناطق التي تقوم بحمايتها.
ولكن الاعتراض على هذه الوسيلة عندما تتحول إلى ٱلة لحصد أرواح المدنيين ويتحول القائمين عليها إلى أشباح ترعب وتعبث بحياة المواطنين.
ولا يمكن أن تستهدف فرق القناصة المدنين وتسفك دمائهم الا عندما يتوغل الإجرام ويزداد الحقد وتسود الكراهية وتنمو ثقافة الموت وينعدم الوازع الديني ويموت الضمير الإنساني ويتحول القناص إلى وحشاً مفترس يفتك بكل كائن حي يقف أمام نظرة إلى مدى وصول رصاص قناصته.
ويعتبر سلاح القناصة رابع أكبر الأسلحة فتكاً بأرواح المدنيين دون تمييز للنوع أو الجنس أو العمر.
وعمليات استهداف المواطنين المدنيين في مدينة تعز تتم من قبل فرق القناصة التابعين للجماعة الحوثية المتمركزين في العمائر والتباب المرتفعة والمحيطة بالمدينة وبعدداً من الضواحي والقرى الريفية التابعة لها ففي مدينة تعز ومنذ بداية الحرب في مطلع العام 2015م بدء مسلسل القناص بفصوله الوحشية التي تتكرر عملياته الإجرامية بصورة مستمرة وبأساليب مرعبة فلا يكاد يمر أسبوع وأحد بدون سقوط ضحايا من المدنيين.
وعند النظر إلى عمليات القنص التي تتم في مدينة تعز نلاحظ مدى الوحشية التي يتصف بها هؤلاء القناصة المتربصين بالمدينة وسكانها المحاصرين، ونلاحظ مدى إصرارهم وتعمدهم في استهداف المدنيين بطريقة مباشرة وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ العاجزين، ونلاحظ مقدار واستهتارهم بأرواح المواطنين وعدم التزامهم بأخلاقيات الحرب والقانون الدولي الإنساني الذي يحظر ويمنع استهداف المدنيين.
لقد أسقطت الأعيرة النارية التابعة لهؤلاء القناصة المئات من المدنيين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة ولا علاقة لهم بأطراف الحرب وسلوكهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه ويبحث عن إجابة هل هذا العمل الإجرامي يتم بالتنسيق والإشراف والتوجيه من قبل قيادة الجماعة الحوثية ؟.
فإن كان كذلك فهذا يعني أن الجماعة تعجل بزوالها وتساهم في القضاء على نفسها وعليها أن تعلم أن نتائج هذه الأعمال الإجرامية لا تزيد الناس إلا انتقاماً وكرهاً لها وتنعكس عليها سلباً وتزيد من الأضرار بها في مختلف الجوانب الدينية والسياسية والاجتماعية والشعبية.
أم أن المتمركزين في مواقع القنص هم من الشخصيات المنحرفة وأصحاب النزاعات المتوحشة التي لا تمتلك وازع ديني ولا ضمير إنساني وتستخدم القنص لاستهداف المدنيين ولإشباع رغباتها أو للتسلية ورفع أرقام ضحاياها فهنا تتضاعف العملية الإجرامية كونها وقعت من قبل قناصاً لا يخاف الله ورسوله ولا حرمة دماء المدنيين وكونها تتم بإهمال وتراخي قياداته التي تعد مساهمة بصمتها وعدم معالجة جرائم قناصيها.
وأخيراً فإننا نحب أن نذكرهم بأن من يرتكب هذه الجرائم ويستهدف المدنيين ويتلطخ بدماء الأطفال والنساء والمسنين لا يمكن أن يكون مسلماً ولا انساناً سوياً ولا يمكن أن يتقبله المجتمع أو يتعايش معه سلمياً ولا يمكن أن يصل مكونه في يوم من الايام إلي السلطة ويكون حاكماً وطنياً