لم تعد ظاهرة التسول بذاك الحجم الذي كانت عليه في السابق ولم تعد محصورة على تلك الاعداد المعلومة من الناس والوجوه المعروفة في أرصفة وجولات الشوارع وأمام أبواب المدارس والمؤسسات والمصالح العامة والجوامع وانما اتسعت رقعتها بشكلاً كبير وتضاعفت نسبة المنتسبين إليها الي مئات وآلاف الاضعاف
فبعد أكثر من سبعة أعوام من الحرب الطاحنة وصلت البلاد إلي مرحلة العجز والسقوط والانهيار الأمر الذي أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والإقتصادية والى إرتفاع الاسعار باشكال مخيفة وجنونية ليصبح الوضع عند المواطن اليمني صعباً وشلقاً ولا يطاق وغير مقدور على مقاومته عند الأغلبية....
والأمر الذي زاد الطين بله أن هذه الظروف الصعبة لم تتوقف عند هذا الحد وانما تزايدت في الشدة والقساوة بسبب التأثير السلبي لعملية إغلاق برنامج المساعدات الغذائية الذي أغلق أبوابه بسبب نقص التموين وبسبب التأثير بالحرب الروسية الاكرانية التي هددت واردات الدولة من مادة القمح التي تعد من اهم المواد الغذائية الأساسية....
هذه الأسباب وغيرها من الأسباب الناتجة عنها والمصاحبة لها كالبطالة وانقطاع سبل العيش وانعدام مصادر الدخل والوقود وارتفاع الأسعار أدت إلي الفقر المدقع والمجاعة الجماعية وهو ما أجبر الكثير من اليمنيين على التسول بهدف الحصول على احتياجاتهم الغذائية وتغطية نفقاتهم اليوميية والبقاء على قيد الحياة....
وفي ظل هذه الأسباب والاوضاع والمتغيرات الداخلية والخارجية التي اوصلت الشعب اليمني إلي هذا المستوى الكارثي فإنه لا خيار للخروج من هذا الوضع وانهاء هذه الظاهرة الاجتماعية السلبية الا بالعودة الي التفاوض والقبول بخيار السلام الذي يضمن عودة الاستقرار والرخاء والحياة