يشهد الملف اليمني مستجدات متسارعة وتغيرات متناقضة ومواقف دولية ومحلية مختلفة عن مواقفها السابقة وهو ما يثير الشكوك والتساؤلات.عن نوياها الخفية والغامضه ....
ففي الوقت الذي فشلت فيه دول التحالف العربي بقيادت الامارات والسعودية من الحصول على قرار من الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف الجماعة الحوثية بمنظمة إرهابية صدر قرار بهذا التصنيف من قبل مجلس الأمن الدولي ومن غالبية الهيئات والمنظمات والاتحادات والدول العربية والإسلامية والأوروبية والعالمية
وتوالت بعده ردود الأفعال الدولية المؤيدة له بما في ذلك الدول التي كانت في الاتجاه الآخر وعلى رأسها روسيا الاتحادية التي أدانت الجماعة الحوثية لاستهدافها دولتي الإمارات والسعودية ..
وفي تطور آخر شهدت العلاقة الخليجية التركية تطوراً ملحوظ وتبادلاً للزيارات وتقارب وجهات النظر في عدداً من القضايا الهامة في المنطقة وعلى رأسها الحرب اليمنية
وشاهد الجميع مدى التحسن في مستوى العلاقات الخليجية السورية التي توجها الرئيس الأسد بزيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة.....
وفي تغير مفاجئ ومغايير لنتائج الانتصارات الميدانية وخاصة لتلك التى تحققت في شبوة ومأرب وحرض وغيرها من الجبهات القتالية
ولقرار مجلس الأمن الدولي الذي صنف الجماع الحوثية بالجماعة الارهابية تغيرت المواقف والمسارات والخيارات الخاصة بملف القضية اليمنية وبدأ التقارب ينمو بين إيران والدول الخليجية
وأصدر مجلس التعاون الخليجي دعوة للأطراف اليمنية المتصارعة وعلى رأسها الجماعة الحوثية لإجراء مشاورات في العاصمة السعودية بهدف الوصول إلي سلام شامل عن طريق الحوار والحلول السلمية.....
وعلى ما يبدوا أن المستجدات والأحداث الاقليمية والعالمية كالحرب الروسية الأوكرانية والملف النووي الإيراني وتدهور العلاقات الخليجية الأمريكية وغيرها من الأحداث الهامة ومحادثات التقسيم والمساومة السرية قد ألقت ضلالها وأثقالها على القضية اليمنية التي توحي كل المؤشرات فيها إلي وجود اتفاقيات خارجية مسبقة ستمليها تلك الدول على الأطراف اليمنية المتحاوره وهذا ما ستأكده أو تنفية مشاورات الرياض القادمة....
فهل ستعي الأطراف اليمنية المتصارعة بحقيقة استخدامها كوقوداً لصراع الدول الإجرامية الداعمة ؟
ومتى ستعلم هذه الأطراف بأنها لا تُعد عند تلك الدول الأئمة سوى اوراق وكروت تحرقها وتستخدمها لخدمة مصالحها الشخصية ؟
وهل تستطيع هذه الأطراف أن تستشعر الخطر القادم والمسئولية التاريخية وتعلن التمرد على كل الدولة الخارجية المستثمرة للقضية اليمنية وان تنحاز للوطن والشعب وتوفر الوقت والجهد وتقدم التنازلات وتبحث عن الحلول السلمية والمرضية التي تتوافق مع المصلحة لوطنية العامة