بالرغم من الفترة القصيرة التي مارس فيها مجلس القيادة الرئاسي مهام قيادة السلطة في البلاد، وبالرغم من التركة الثقيلة التي خلفتها سنوات حكم هادي ونائبه الأحمر، وبالرغم من الظروف الاستثنائية والفوضى والحرب التي تشهدها البلاد إلا أن مجلس القيادة الرئاسي بقيادة الدكتور رشاد العليمي بدأ ممارسة أعماله ومهامه الوطنية بشكلاً قوي وفعال وحقق خلال هذه الفترة الوجيزة التى لا تتعدى ثلاثة أشهر عدداً من النجاحات أهمها عودة القيادة العليا للدولة للعمل من داخل أرض الوطن.
والعمل بشكلاً جماعي وفي إطار الشراكة الوطنية وتشكيل اللجنة العسكرية المختصة بهيكلة وإعادة تأهيل الجيش وتحسين قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية في بداية مشوار توليه للسلطة، وتعيين نائباً عام للجمهورية من أوساط السلطة القضائية وتعيين عدداً من القيادات الوطنية في مناصب هامة أهمها تعيين الدكتور الشعيبي مدير لمكتب رئاسة الجمهورية، وزيارة بعض الدول الشقيقة بهدف تحسين وتعزيز العلاقات الخارجية.
وفي المقابل الآخر حدثت العديد من الإخفاقات والسلبيات خلال هذه الفترة أهمها عودة انهيار العملة الوطنية و تدني قيمتها أمام العملات الأجنبية وزيادة ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية، وعدم التزام السلطات المحلية بالمحافظات بتوريد كافة إيرادات الدولة للبنك المركزي بالعاصمة المؤقتة، وعدم إيجاد حلول أو معالجات للانفلات الأمني الذي يزداد بقوة في عدداً من محافظات الجمهورية، وعدم البدء بتصحيح الجهاز الإداري للدولة وإنهاء وإغلاق منابع الفساد وتغيير واجتثاث الفاسدين في مختلف وحدات ومكاتب وأجهزة الحكومة وقيادات وفروع المحافظات، وعدم استكمال التجهيزات والترتيبات الخاصة، باستقبال الوديعة السعودية الإماراتية، وعدم الاستفادة من أخطاء الهدنة الأممية والاستعداد والتجهيز للمعركة العسكرية القادمة.
هذه بعض السلبيات وبعض الإيجابيات التي تحققت وحدثت منذ تولي مجلس القيادة الرئاسي مقاليد السلطة والأيام والشهور القادمة كفيلة بتقييم أعماله ومهامه.والتاريخ كفيل يرصد تحركاته وممارساته وبايادي رئيس وأعضاء المجلس تحديد مصيرهم وصياغة تاريخهم أما في انصع صفحات التاريخ وإلا في أرذل واسود صفحاته