بعد مرور ثلاثة أيام من إقامتي في العاصمة المؤقتة عدن وتنقلي في معظم مناطقها وشوارعها وشواطئها واحتكاكي بالعديد من أبنائها وسكانها اتضحت لي بعض الحقائق بشأن قضية الوحدة والانفصال بشكلاً شبه مغايير لما يتداول في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
فعند الحكم على الظاهر وعلى المشهد الخارجي لمدينة عدن والمشاهد من خلال الإعلام التشطيرية التي ترفرف بكثافة عالية في النقاط وفوق الاطقم العسكرية وفي أسطح المنشآت الحكومية وعلى جدران الأسواق والمحلات التجارية الممتدة على امتداد شوارع و أزقة وممرات العاصمة الموقتة تتغلب رغبة التشطير وطابع الانفصال.
وعند التعمق في المشهد الداخلي والمبطن فإننا نجده يختلف تماماً عن المظهر الخارجي والظاهر حيث تطغى وتتغلب فيه رغبة وطابع الوحدة ويتضح ذلك من خلال الواقع ورغبات وميول وتوجهات غالبية السكان وتعايشهم مع ذلك الكم الهائل من أبناء المحافظات الشمالية المتواجدون في عدن سوى كانوا عمالاً أو موظفين أو أصحاب محلات تجارية أو مسافرين أو زوار أو غيرهم.
وبحسب ردود عددا كبير ممن حاولت استفسارهم وقياس النبض عندهم فقد اكد غالبيتهم بأن عدن لم ترى النور إلا منذ أن تحققت الوحدة اليمنية وبانها لن تعود لوضع الاستقرار والعيش بالنور إلا بعودة وضع الوحدة والأمن والأمان وأكد البعض بأن كل ما نشاهده اليوم في مدينة عدن من بناء وتنمية وإعمار ومشاريع عملاقة لم تأتي إلا من ثمار وخير وعطاء الوحدة اليمنية وقالوا بأن غالبية السكان الذين يعانون اليوم من البطالة والفقر والخوف كانوا في السابق في وضع معيشي وخدمي وأمني أفضل من الوضع الحالي بمئات المرات.
وخلاصة الأمر أن مشروع التمزيق لا يمثل إلا من ينادي به ويعمل من أجله وهم أصحاب المصالح والقيادات المستفيدة من المطالبة بفك الارتباط ومعهم مئات المجندين ونسبة ضئيلة من المواطنين بينما السواد الأعظم من المواطنين الذين يمثلون مدينة عدن هم مع الوحدة وضد مشروع التمزيق الذي ينادي به المستفيدين.
وأخيراً فإننا نحب أن نوضح للجميع أن قضية الوحدة والانفصال لا تقاس بالشعارات والأعلام ولا بضجيج المطابخ الحزبية ووسائل الإعلام ومكبرات الاصوات ولا بقوة السلاح وانتشار الأطقم العسكرية والمدرعات ولكنها قضية مصير وكرامة وشرف شعباً بأكمله