بداية نحن مع الدكتور رشاد العليمي ومع قراراته بوصفه رئيسا لمجلس القيادة والقائد الأعلى للقوات المسلحة وممثل شرعية اليمنيين الذين يجب عليهم الالتفاف حوله وحول سلطة الدولة وحقها في احتكار القوة واتخاذ الوسائل لإنفاذ إرادتها وحماية مواطنيها ، وقد قال في بيانه أنه بادر بموجب مسؤليته الدستورية إلى الاستجابة السريعة وقطع دابر الفتنة ومحاسبة المسؤولين عنها ودعم رمز الدولة وهيبتها الممثلة بالسلطة المحلية وقياداتها في سبيل وقف نزيف الدم وإنقاذ إرادة الدولة .
أنا أجزم بأن هذا البيان ليس بيانك يا فخامة الرئيس ، لأنه من غير المعقول أن تذهب لتنفيذ قرارات المحافظ الذي استثار الفتنة في المحافظة باتخاذه قرارات ليست من اختصاصه وضربت برفض وزير الداخلية لهذه القرارات عرض الحائط وهو من يحق له إصدار مثل هذه القرارات ، فالوضع الطبيعي أن تقيل المحافظ ، لا أن تحميه من جريمته .
ولست بحاجة إلى لفت انتباهك بأن هذه القيادات العسكرية والأمنية التي أقدم على إقامتها ، تمثل الشرعية وتحمل العلم الوطني وتتبعك مباشرة بوصفك ممثلا للشرعية والقوات التي هاجمتها لا تتبعك وقد أسقطت علم الجمهورية الذي أديت القسم تحته ووعدت بحمايته ، القوات المهاجمة تتبع أحد أعضاء مجلس القيادة الذي أدى اليمين بطريقة ملتوية كونه زعيم مليشيات والوضع الطبيعي له ولأمثاله أن يكون في السجن بوصفه خارجا على النظام والقانون وليس في مجلس القيادة الذي يمثل الشرعية .
لقد أشرت إلى الدور المحوري لدول التحالف التي جاءت لتعزيز الأمن والاستقرار وهي تحرص على ذلك في المناطق المحررة كما قلت في بيانك ، والحقيقة أن ما يجري على أرض الواقع يكذب ذلك ، فهذا التحالف لم يحرص على توحيد جميع القوات تحت قيادتك بصفتك الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن ، كما أن دولة الإمارات تعاقب من يهين علمها بالسجن من ١٠ سنوات إلى ٢٥ سنة ، إضافة إلى غرامة مالية قدرها ١٣٦ ألف دولار ، لكنها تشجع القطيع من عبيدها في اليمن أن يهينوا علم الجمهورية اليمنية بتلك الطريقة التي شاهدها العالم .
والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا استبقت الإمارات تقرير اللجنة المشكلة من وزير الدفاع ووزير الداخلية واستخدمت الطيران في محرقة أعادت إلى الأذهان محارق مماثلة قامت بها ضد الجيش الوطني في ظل سكوت مخزي لمجلسي النواب و
الشورى اللذان يصر رئيسيهما على بيع دماء اليمنيين مقابل سلطة زائلة لا تزيد صاحبيها إلا تلويثا .
نحن مع أن تكون جميع القوات تحت إمرتك والشعب اليمني سيلتف حول سلطة الدولة وحقها في احتكار القوة ، فقط قرر أنت أن تكون صاحب القرار ، أما الطريقة التي باركتها في شبوة تعطي مساحة للمليشيات وتعمل على تآكل الشرعية التي أنت ممثلها ، ومن المعيب أن تصمت عن التحريض الذي يطال حزب الإصلاح وتصوير المعركة أنها ضده ، إن هذا التحريض يعد تمهيدا لما هو أشد ألما وخيبة للكثير من الذين راهنوا على مصير المصالحة داخل مجلس القيادة الرئاسي ، إذ من الواضح أن هندسة هذا المجلس كانت تشير إلى إنهاء ما تبقى من الشرعية .
فخامة الرئيس ، لقد استطاعت الإمارات أن تنصب مصيدتها لتمرير قرارات المحافظ وبلعت الطعم أنت واستبقت تعطيل دور اللجنة العسكرية والأمنية المكلفة بمعالجة الأوضاع ورفع تقريرها لك ، ولا أخفيك القول ومن دافع محبتي لك بأن تنجح في إدارتك للدولة ، إن البيان لم يكن بالمستوى المطلوب ، فقد أربك الصف الجمهوري وصف الشرعية من جديد وزعزع الآمال والثقة في قلوب الكثير من الذين آمنوا بالرجل الذي كانوا يعتقدون بأنه المنقذ لهم رغم أنهم لم يجنوا منه عسلا ولا خيرا حتى هذه اللحظة .
وفي الأخير لا يسعني إلا أن أدعو كل يمني حر شريف يحترم بلده كما يحترم الإماراتي والسعودي وأي مواطن حول العالم بلده ولا يرضى بانتهاك كرامته وسيادة بلده ، بأن يرصوا صفوفهم في مختلف التكوينات ويدافعوا عن وطنهم وأدعو رجال المال تحديدا لدعم فريق
حقوقي يبدأ بملاحقة السعودية والإمارات في المحاكم الدولية كونهما وعدتا باستعادة الدولة ولكنهما دمرتا هذه الدولة ومزقت اليمن جغرافيا واجتماعيا وسياسيا .