السيد شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية ، المحترم
لقد سمعنا أنك بصدد زيارة إلى المملكة العربية السعودية ، خلال الأيام القادمة ، وإذ ننتهز هذه الفرصة لنطلب من سيادتكم التدخل لدى المملكة العربية السعودية ، بأن تطلق سراح الرئيس هادي وأسرته للخروج للعلاج ، خاصة بعد تدهور حالته الصحية التي لم تشفع له لدى محمد بن سلمان الذي يمارس البلطجة في حق رئيس بلد آخر ولم يكتف بنزع صلاحياته المستمدة من إرادة الشعب اليمني وتسليمها لمليشيات انفصالية يشرعن لها رئيس مجلس القيادة .
ونحن على ثقة بأنك ستقف إلى جانب الرئيس هادي ، مثلما وقف الرئيس الفرنسي ماكرون إلى جانب رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري ، وما يشفع لهادي تدخلك ، أنه يدفع ثمن استدعائه الصين للاستثمار في ميناء عدن ، فأغضب ذلك الإمارات التي تريد أن تكون وصية على اليمن واليمنيين ، إضافة إلى أن السلطات التي تعمل معه تخلت عنه ، على عكس السلطات اللبنانية التي اعترضت على اعتقال الحريري بالرغم من الخلافات السياسية التي بينهم ، لكنهم قدموا سيادة لبنان على صراعاتهم الشخصية .
السيد الرئيس ، لقد أقدمت المملكة العربية السعودية على سابقة خطيرة وفريدة في نوعها ، حيث أجبرت رئيس دولة أخرى على نقل صلاحياته والتنازل عن وظيفته كرئيس وتمنع الإفراج عنه وعن أسرته للمغادرة للعلاج وتصر على احتجازه مع عائلته من دون تبرير أو تفسير مقبول ، مما يشكل اعتداء إضافيا على سيادة وكرامة الشعب اليمني .
لقد أقدمت السعودية على احتجاز الرئيس بهذه الصفاقة معبرة عن إهانتها لكرامة اليمنيين ومستندة إلى صمت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ، وبذلك فهي غير مهتمة باستفزاز اليمنيين جميعا
لأنها ضمنت أنها قد استأجرت كل من في السلطة الذين يمسكون بمقاليد الأمور من رئيس مجلس القيادة إلى رئيس الحكومة إلى رئيس مجلس النواب إلى رئيس مجلس الشورى إلى رؤساء الأحزاب وضمنت صمتهم وقبولهم بهذه الإهانة ، فلم نسمع لهم موقف أو تضامن مع رئيس بلدهم ، بل وجدناهم متضامنين مع السعودية وطالبين بقاءها .
السيد الرئيس ، لا يخفى عليكم أن السعودية أقدمت ومعها دولة الإمارات على حصار اليمن بشكل لم يسبق له مثيل ، وقصف طيرانها الحربي أقدم حضارة إنسانية وفوضت نفسها ودولة الإمارات لإقامة قواعد عسكرية على الأرض اليمنية ، ومن المؤسف أن القوى السياسية اليمنية لم تستطع أو هي لم تشأ أن تحرك ساكنا أو أن تسعى لإطلاق سراح رئيس اليمن المحتجز في السعودية دون وجه حق أو دون أي تبرير أو خوف من المساءلة .
السيد الرئيس ، ما دفعنا للاستنجاد بك ، أن اليمنيين حاليا بلا مرجعية ، بلا قيادة ، بلا رأس جامع وبوصفك رئيس إحدى الدول دائمة العضوية ولأن وزير خارجيتنا لم يقدم على رفع مذكرة لمجلس الأمن وتدويل القضية ارتأينا أن نخاطبك أنت ، خاصة وأن السعودية تصر على إيذاء اليمن ، الذي لم يصدر عنه ما يهدد أمن المملكة وأهلها أي خطر ، بل إن اليمنيين عمروا السعودية بعرق جبينهم وأودعوا كل ممتلكاتهم لدى الكفيل الذي يمثل أسوأ عبودية في القرن الواحد والعشرين ، ومن المؤسف أن الرئيس هادي يحتجز في الرياض وليس في طهران ،ونحن على ثقة بأنك سوف تتدخل بكل قوة لإطلاق سراح رئيس بلد يراد لبلده الانفصال كما يراد لانفصال تايوان عن الصين .