لا أحد يستطيع أن ينكر خطورة وذكاء الجماعة الحوثية في استخدامها لاخطر الاساليب والطرق في التدرج في سلم السلطة والقضاء على قيادات وموظفي الدولة تدريجياً فقد نجحت الجماعة ومنذ البداية في الحفاظ على كوادر وقيادات الدولة في مختلف مؤسساتها القضائية والتشريعية والتنفيذية واستطاعت أن تستفيد من تخصص وخبرات تلك الكوادر والاعتماد عليها في مواصلة تسير شئون الدولة وهو ما ساعدها على النجاح وعدم السقوط في بداية مشوارها ....
ولكن هذا الاعتماد لم يكن في مخطط الجماعة الحوثية سوى اعتماد موقت ومخصص للمرحلة الأولى لسيطرتها ولتمهيد الطريق لتثبت قياداتها التى بدأت في بنائها وتكوينها وتعينها كسلطة خفية في كافة مؤسسات وأجهزت الدولة والتى ظهرت منذ البداية بمسمى المشرفين التابعين لما يسمى باللجنة الثورية التى أسند لها مهام تعين المشرفين ليكونوا سلطة الظل الموازية للسلطة الحقيقة ولذلك تم تعين مشرفين في مختلف الوزارات والمؤسسات والمصالح والهيئات ليقوموا بمهام الاشراف والمراقبة والتعرف علي مهام واعمال القيادات الواقعة في إطار دائرة الاشراف والبدء في السيطرة التدريجية إلى أن تأتي مرحلة الاستغناء والاستبدال .....
وتعتبر هذه السلطة الخفية التى تعمل بموازاة للسلطة الرئيسية هي السلطة الفعلية والحقيقة للجماعة الحوثية والتى تسيطر وتتحكم بمفاصل الدولة من أعلى هرمها حتى آخر إدارة عامة في هيكلها ولذلك فإن رئيس الدولة لا يعد سوى رئيس صوري لا اختصاص ولا صلاحية له سوى الظهور أمام وسائل الإعلام بينما تدير وتسير أمور الرئاسة قيادة الجماعة التى تعمل من خلف الستار والكواليس وكذلك لا يعد المسؤل والوزير والمحافظ والقيادى والمدير والموظف الحكومي سوى موظف مقيد بتسلط وتحكم السلطة الخفية للمشرفين التابعين لقيادة الجماعة الحوثية.....
وتعد الفترة والمرحلة التى يعمل فيها المشرفين مع قيادة السلطة الخفيه مرحلة إعداد وتهيئة تسبق المرحلة الأخيرة التي سيتم فيها الاستغناء عن كوادر الدولة واستبدالهم بمشرفين الجماعة
وهو ما تعمل من اجله قيادة الجماعة وتبذل جهود جبارة للتسريع في إحلالهم في كل اجهزه الدولة ودوائرها الحكومية ومن أجل هذا نلاحظ أن قيادات الجماعة والمشرفين التابعين لها والمنتشرين في كل مفاصل السلطة يبحثون عن اسباب ومبررات لتغير واستئصال قيادات الدوله وتثبيت قيادتهم وعند عدم توفر الأسباب والمبررات فإن الجماعة تلجاء الي تلفيق التهم وتلصيق المخالفات أو الاتهام بالخيانة والأضرار بمصلحة الدولة أو الي التحرش والمضايقة أو التحريض والاختطاف والتصفية التى نشاهدها تتزايد تدريجيا وتودي نتائجها الي إقصاء القيادات الوطنية وإستبدالها بقيادات حوثية ....
وعند التركيز على التغيرات التي تتم في مختلف الاجهزه الحكومية بشكلاً دوري ومستمر وعلى عملية دمج اللجان الشعبية بالجيش يتضح لنا اقتراب المرحلة النهائية ويتضح لنا بأن المرحلة الحالية لا تعتد الا مقدمة وتمهيداً للمرحلة النهائية التى ستتولى فيها السلطة الخفية للجماعة كل مناصب الدولة وعندها سيكون مشرف الوزارة وزيراً ومشرف الاداره مديراً ومشرف المحافظة محافظاً ومشرف إدارة المديرية مديراً للمديرية وكل مشرف مديراً للمكتب الذي يشرف عليه