الأخوة مجلس الدفاع الوطني ، نعلم أن مجلسكم هو مجلس للحرب يبحث في القرارات المصيرية على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي والأمني ، وهو يضم رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة ورئيس مجلس الشورى ، وبما أننا نعلم أنكم جميعا مختطفين ومصادرين القرار ، فإننا كنا نتوقع منكم أن تمتلكوا الشجاعة وتتخذون قرارات تسقط عنكم القيود المفروضة عليكم وتضعون المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية .
لكننا فوجئنا بترحيبكم بتعيين المبعوث الأممي الجديد وكأنكم لا تعلمون مواقفه المناصرة للحوثي والضارة بالشرعية والتي تتمثل برغبته بإلغاء القرار 2216 ، ذلك القرار الذي حدد طرف الانقلاب وطرف الشرعية ، والأدهى من ذلك أنكم وجهتم الحكومة بتسهيل مهمته لتعزيز فرص السلام ، وكأنكم كنتم نياما في كهف لا تعلمون أن الانتقالي طرد الحكومة من عدن وأن السعودية غير قادرة على تنفيذ اتفاق الرياض ، أو أنها لا تريد تنفيذه ، فهي تضغط على الشق السياسي لتعطي لمليشيا الانتقالي شرعية وتتجنب الحديث عن الشق العسكري ، أما تعزيز فرص السلام التي تطمحون إلى تحقيقها فلا نعلم مع من ؟ هل مع الحوثيين الذين يرفضون السلام منذ أن شنوا الحرب الأولى على الدولة عام 2004 ، أم مع الانتقالي الذي يرفض السلام منذ انقلب على الشرعية عام 2018 .
كنا نتوقع منكم أن تناقشوا ما تخطط له أمريكا والإمارات وبريطانيا من تصفية للشرعية خارج المرجعية الدستورية وأنكم ستتخذون خطوات دستورية تحمي الشرعية الدستورية واعتقدنا أنكم ستناقشون عدم كفاءة تحالف دعم الشرعية وستعفون التحالف أو بعضه من مهمة لم يقم بها على أكمل وجه ، بالإضافة إلى مناقشة عدم كفاءة النشاط الدولي .
لقد اعتقدنا جازمين بأنكم ستناقشون الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب اليمني جراء الحرب والحصار وأنكم ستخجلون على أنفسكم من كونكم تقودون شعبا مريضا وجائعا وجيشا يقاتل بلا سلاح ، وأن ذلك سيكون كافيا لغيرتكم وشرفكم واستنهاض رجولتكم ، إذا لا تشرف الحياة ولا المسؤولية القبول بوضع كهذا ، واعتقدنا أنكم قد أدركتم أن ما يقوم به التحالف يمثل أقسى أنواع الاستحقاق بحياة الملايين من اليمنيين الأبرياء .
أعتقدنا أنكم بعد التحركات الأخيرة لتصفية الشرعية قد أدركتم أن العالم بأسره لا يكترث باليمنيين ، ولم يحرك ضميره 18 مليون يمني يتضورون جوعا ، في الوقت الذي يتفاخر فيه الإرهابي محمد عبدالسلام أمام قناة العالم الإيرانية بالدعم العسكري الإيراني لجماعته الإرهابية ويتفاخر بأنها تنقل لهم التكنولوجيا العسكرية في صناعة الصواريخ والطيران المسير .
كنا نظن أنكم ستناقشون الحصار المفروض من قبل التحالف على توريد الغذاء والأدوية والوقود ، في الوقت الذي تمر شحنات الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية لعصابة الحوثي الإرهابية تحت مرأى ومسمع التحالف والمجتمع الدولي ، بينما يفرضون حصارا على الجيش الوطني ويحرمونه حتى من الأسلحة الدفاعية ، أليس هذا كافيا لمواجهة الشعب اليمني والمجتمع الدولي بالحقيقة ووضعه أمام مسؤوليته القانونية والأخلاقية .
إن العالم لا يهتم بنا بسببكم ، فعلى الأقل اهتموا بنا أنتم واستعيدوا قراركم واشركوا دولا محورية في المنطقة مثل جمهورية مصر العربية ، خاصة بعد فشل السعودية وعبث الإمارات ، وإشراك جمهورية مصر العربية لا يعني إشراكها عسكريا ، بل إشراكها كدولة محورية نتشارك معها في أمن البحر الأحمر وباب المندب، لقد تحول الصراع في اليمن إلى نوع من الجحيم على الأرض اليمنية بين السعودية وإيران ، ونحن أدوات رخيصة في هذا الصراع .
نعلم إنكم خلال المرحلة الماضية مارستم السكوت لتضفروا بالذهب لكننا ندرك اليوم أن صحوة الضمير ستدفعكم للجهر بالقول ودفع الظلم أولا عن أنفسكم وثانيا عن الشعب اليمني الذي يتعرض لإبادة جماعية ، ونعتقد جازمين بأن التوجيهات بصرف مرتبات الجيش الذي يعاني من عدم صرف مرتباته منذ شهور ، ستتحول من مجرد توجيهات إلى فعل يشرف عليه المجلس مباشرة .
أخيرا نقول لكم إن لديكم من الشرف والعزة والكرامة ما يجعلكم تغادروا السكوت إلى الجهر بالقول ومصارحة المملكة بأن قراءة العراف للمؤسس الأول لم تكن صحيحة ، وأن أمنها القومي في اليمن وأمن اليمن في السعودية وأن البلدين هبة الجغرافيا المشتركة وأن الطريقة الوحيدة لتفادي مزيد من الانتكاسات السلبية هو الحشد المشترك للمعركة مع قوى الإرهاب المدعومة من إيران ، وهذا يتطلب الإخلاص في التعاون بين البلدين .