يدرك هادي أن قوته في ضعفه ، فالترتيبات السياسية والعسكرية التي تلت انقلاب الحوثي على الدولة ومؤسساتها منذ سبع سنوات تقريبا ، لا يوجد طرف إقليمي ودولي مستعد لتحمل نتائج إنهاء اللعبة كلها بإنهاء الشرعية دون مشاركة هادي بإنهائها .
وكما قيل لي من أحد المقربين منه ، فإنه لم يعد يحتمل الإهانات السياسية والشخصية ، وأنه بصدد انتهاج خطة جديدة في التعاطي مع التحالف ومع الأمريكان ، وربما يطلب إنهاء دور التحالف والدور الأمريكي أيضا ، خاصة بعد تصريح المبعوث الأمريكي إلى اليمن فتح السفارة الأمريكية في صنعاء ، وبعد إقدام المملكة العربية السعودية على طرد اليمنيين الذي كان بمثابة إعلان حرب على الشرعية وتعزيز دور الحوثي وتقوية موقفه على الأرض .
قال لي محدثي : إن هادي وصف السلطة التي يترأسها بأنها خيال مآتة ، وهو اعتراف يوحي بمدى الحنق الذي وصل إليه ، وأنه إذا أراد أن يغادر ، فلابد أن يحصل على تصريح مسبق ، وأبدى حنقه من عدم تنفيذ اتفاق الرياض الذي دعت إليه المملكة وشرعنت به للانقلابيين ، ثم توقفت عن تنفيذه ، وقال إما أن تكون حكومة واحدة والسلاح واحد والقانون واحد وإما لاشيء .
فيما سبق ، لم يقل كلاما اعتباطيا ، فهو يقصد كل حرف ، يبدو أنه بدأ يجهز نفسه لقلب الطاولة على لاعبيها ، وسيذهب إلى الحافة بأسرع من أي محاولة للحاق به ، خاصة بعد ما أدرك أنهم يحاصرون للشرعية ويتباكون في الوقت ذاته على عدم فاعليتها ، فمن يحاصر الشرعية لا يمكن له الادعاء بالحرص عليها .
سيكون أمام هادي خيارات كثيرة ، ربما من بينها الدعوة لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة على مرجعية قرارات الشرعية الدولية وتوسع دائرة المؤتمر ، فلم يعد هناك مجال للولايات المتحدة الأمريكية أن ترعى وحدها عملية السلام ، ولابد من إشراك روسيا والصين والاتحاد الأوروبي ودولا عربية من بينها مصر ، لمناقشة إعمار اليمن والإعداد للانتخابات العامة وتسليم السلطة للشعب اليمني وليس للانقلابيين .