للخروج من الهيمنة الإيرانية استعان العراق بالرئيس الفرنسي وبكل من مصر العربية والأردن، البلدين العربيين اللذين ارتبطا مع العراق بمجلس للتعاون المشترك في ثمانينات القرن الماضي وتم إحياؤه مؤخراً، لعقد مؤتمر ترميم ومصالحة مع محيطه. المؤتمر عقد اليوم السبت الموافق 28 أغسطس 2021م.
العراق يبحث عن طريق لاستعادة هويته العربية من بين ركام الحروب.. وجد نفسه تائهاً، تتقاذفه مؤامرات الاحتواء، وهو البلد العربي العزيز الذي شكل، بالرغم من كل مغامرات السياسة، أحد روافع النهضة العربية.. كاد هذا التوهان أن يدمر الأسس والمشتركات القوية مع محيطه العربي، وكاد أن يفقده دوره الكبير في إعادة تجميع ديناميات النهوض العراقي والعربي على السواء.
كل العرب الذين حضروا هذا المؤتمر أحسنوا صنعاً؛ وجهوا رسالة تضامن مع الشعب العراقي العربي مؤكدين بأن العراق عربية الهوية، وستظل عربية المصير المشترك مهما تراكمت الرمال في المسار المفضي إلى استعادة هوية هذا البلد العظيم.
المهم هو أن لا يتحول هذا المؤتمر إلى ما يشبه الاعتراف بالواقع الراهن بتكريس هيمنة إيران، ليس على جغرافية العراق فحسب وإنما على العوامل المعطلة لاستعادة هويته. وهذا يتوقف بالطبع على تماسك العرب وتمسكهم بهوية العراق العربية، وتصديهم للمشروع الايراني ومخالبه في المنطقة.
نحن أمام محطة اختبار تاريخية لقدرة العرب على الإبحار في مسار ملغوم نحو إنقاذ بلد عربي من طوفان المغامرات التي عصفت به، ولا شك أن الجميع يدرك ما قد يترتب على الفشل من نتائج كارثية.
في اليمن نترقب بقدر كبير من اليقين أن استعادة العراق لهويته العربية سيكون إضافة مهمة لمقاومة الطغيان الإيراني الذي تسبب في كل ما يعانيه اليمن من ويلات.
وبالقدر الذي تنبه فيه العرب لخطورة تجريف الهوية العربية للعراق، فإن اليمن هو الآخر يتعرض لتجريف هذه الهوية عن طريق البرامج الفكرية والثقافية والتعليمية التي يضخها النظام الإيراني إلى اليمن. فهل سيتنبه العرب لهذه الحقيقة بعيداً عن أي حسابات قد تعصف نتائجها بالجميع!!