العبدية محاصرة، ومقطوع عنها كل الإمداد، مسقط رأس عبدالرب الشدادي، العبدية التي قدمت 600 شهيد، لم يحاصرها الحوثي بالقوة، ولم يتمكن منها منذ 7 سنوات وهو بجيش وقوات كاملة. حاصرها بسلاسة، وبطريقة مفاجئة، ويتوسع الحوثي وكأن لديه دليلا يرشده على الطرقات ويقوم بتأمين الطريق له.
العبدية التي أذلت الحوثي وأركعته، تعاهد اليوم أهلها الأوفياء على أنهم لن يستسلموا لو لم يتبق فيهم رجل واحد وأنهم على درب عبدالرب.
لو كانت هذه الانتصارات بشرف، وبرصاص وعرق وتعب لقلت لكم الحرب سجال، ولقلت لكم هكذا الحروب كر وفر.
لكنها ليست كذلك وحاشا أن تكون كذلك، والحوثي أوهن من بيت العنكبوت، ويشهد الله أنها ليست انتصارات بشرف وببسالة، وليست بحنكة المحارب أو بدقة تصويب الرصاص فمخازنهم في جعبها كما هي.
ما يحدث شبيه لما حدث في نهم والجوف، وكلما حاولنا التحمل والصبر لنرضي مبادئنا التي تحمل قضية واضحة الواقع يجعلنا ننفجر غضباً.
الحوثي لا ينتصر، ولكن هناك من ينتصر للحوثي، هناك من يبيع للحوثي الجمهورية ويبيع معها دماء وجماجم الرجال، هناك من يضحك على عقولنا.
أنا سأتكلم لسبب وهو أقل شيء.. أن هذا التاريخ لا يقول عنا مماسح للبيع، مماسح للغدر، مماسح للفساد والكذب، مماسح للمؤامرات.
سأتكلم بما أعرفه وبما جعلتني القضية أخفيه لكي لا نعطي العدو السلالي فرصة للتشفي، ولكن هناك من يصنع له التشفي صناعة.
سكتنا لأن عيوننا تنظر لتراب اليمن العزيز ولا تنظر للمصالح الضيقة والدنيئة.
الرجال تكون ثابتة وقت الحرب والآن الميدان مفتوح ويمكن تلافي كل شيء، ويمكن أن تعود شاصات الحوثي خائبة وتجر خلفها الهزيمة، فقط لتتحرك القوات الرابضة والتي تتحرك أو تربض من أجل أهداف تخص من أنشأها.
نحن فينا كثير من الصبر وخلال سنوات تجاوزنا أخطاءكم كلها، تحركوا الآن وإلا فلن نترك التاريخ يسجل لعناته في صفحاتنا بسكوتنا عن حقائق نعرفها مثلما نعرفكم.
والله والوطن من وراء القصد.