وصلتني رسالة من المواطن عبده الإدريسي يقول فيها أنا أقرأ لك كل ما تكتبه وأتفق معك في أشياء ولكنني أختلف معك في اشياء أخرى ، فأنت تضخم حجم التدخل الخارجي وتعتبر ذلك مؤامرة ، لكنك تجهل أن مشكلتنا داخلية وليست خارجية كما تعتقد ، فالإمارات والسعودية لم تأتيا إلى اليمن إلا بفضل إنقلاب الحوثي على السلطة والممارسات التي مارسها في بداية الانقلاب والتي حملت رسائل إيرانية واضحة المعالم ، كما أن تركيزك على أمريكا وبريطانيا وكأنهما تريدان تركيع اليمنيين ليس دقيقا وإن كان موجودا ، فنسبة ٩٠ في المئة من أوجاعنا سببها سوء الإدارة والفقر والفساد الذي نتج عنه انهيار الريال ورئيس مترهل ورئيس برلمان أسوأ ما جاء في تاريخ اليمن بالإضافة إلى المحاصصة المناطقية ومنظومة الأحزاب التي فقدت صلاحيتها وحكومة ضعيفة ومليشيات مرتهنة للخارج .
وأكبر ابتلاء ابتليت به اليمن هو مليشيات الحوثي والانتقالي ،ففي عهد الانتقالي جعل عدن مدينة بلا كهرباء وبلا مشتقات وبلا عيش ، بلا بنزين ، بلا عقول ، بلا مستثمرين ، بلا سياح ، أما رئيسه فيقول إنه جندي من جنود الإمارات ويلبس ملابسها ويحمل جنسيتها ، ومع ذلك إذا كان عيدروس الزبيدي سيئا فالرئيس هادي أسوأ السيئين في المشهد السياسي اليمني ، والأسوأ منهم جميعا أنتم النخب السياسية لأنكم لم تستطيعوا تشكيل كتلة وطنية تحمل مشروعا وطنيا من الجنوب إلى الشمال .
فمثلما الحوثي كان كارثة على صنعاء ، فالانتقالي كارثة على عدن التي أصبحت مدينة طاردة ، غير آمنة وغير مطمئنة ، اختنقت عدن بدخان الرصاص وفقدت زهرة المدائن زهرتها وجمالها وفقدت مدينة الحب محبتها ،فلم تعد عدن العاصمة الاقتصادية ، فقد أصبحت مدينة الفقر تغطي رأسها عمامة إماراتية ، واختتم قوله ماذا تنتظر من رئيس حكومة قال إنه لا علاقة له بالشأن السياسي والعسكري وسيتفرغ للشأن الاقتصادي وترفيه المواطن اليمني ، فزاد الفقر في عهده ووصل الدولار إلى ١٢٠٠ ريال ، ثم تاتي تحدثنا عن المؤامرة الخارجية ؟
هذه رسالته نقلتها كما وردت .