إنني اليوم أخاطبك يا سيادة الرئيس باسم أولئك الذين آمنوا بالشرعية التي جعلتك الأقدار على رأسها ، وأطلب منك مغادرة الصمت الذي اتخذته وسيلة خاصة بك لمعالجة أخطاء التحالف ، لكن الصمت لم يعد الوسيلة الفضلى في هذه المرحلة ، وعليك أن تتوقف عن الصمت الذي حول مؤسسة الرئاسة إلى مشكلة بوصفها سلطة غير موجودة ، وعليك أن تجهر بالقول ، فإن لم يكن من أجلنا ، فمن أجل أولادك الذين سيتحملون تبعات ما بعدك .
لقد تناقلت الأخبار أن السفير آل جابر كان في زيارتك قبل يومين ، وفي حقيبته وديعة جديدة ، وسيفرض عليك أسماء لكي تكون وسيلته لممارسة الفساد وسرقتها بواسطتهم، على غرار فرضه لمعين عبد الملك الذي تعاني حكومته من حالة موت سريري والتي أصبحت الأعلى فسادا في العالم ، فقد تسلم معين الحكومة والدولار ب ٦٠٠ ريال ، فأوصله إلى ١٥٠٠ ريال ، بينما مليشيات الحوثي مثبتة الدولار عند ٦٠٠ ريال وهي مليشيات لا يعترف بها أحد ، وهو حكومة شرعية معترف بها العالم .
يا سيادة الرئيس ، قل لا ، ولو مرة واحدة من أجل أولادك كما قلت لك ، لكي تترك لهم ما يحترمهم الناس من بعدك ، ولا نريد من السعودية أموالا مصحوبة بالفساد ، يتركونا وحالنا نختار محافظ البنك المركزي من الأشخاص الجديرين بالمنصب ، وإذا كان ولابد من التدخل فليتركوا الأمر لصندوق البنك الدولي يختار الشخص المناسب بالمفاضلة ، وعليك أن تعيد الاعتبار للجنة الاقتصادية ، ففيها كثير من الخبرات والقدرات .
ياسيادة الرئيس ، يكفينا معين عبد الملك ، كأسوأ مقترح من آل جابر ، فمنذ أن استلم الحكومة في عهدها الأول والثاني ، انكشف الزيف وخداع الشعارات الممزوجة بالجهل والغربة عن معايير حكم الدولة ومؤسساتها ، فبدلا من أن يطابق بين شعاراته المرفوعة أولا ويصبح من بناة العهد الجديد ، اندفع على طريقة اللصوص المتخلفين لتوزيع العائدات والودائع بينهم .
لا نريد من السعودية أي دعم مادي ولا نريد ودائعها ، يتركون مؤسسات الدولة تعمل ويتركون لليمنيين اختيار قياداتهم ووضع أيديهم على ثرواتهم ، وإذا أرادوا المساعدة ، فعليهم أن يساعدوا بتسليح الجيش الوطني ، فهذا أقصى ما نريده منهم ، ونحن قادرون على إدارة معركتنا العسكرية والسياسية والاقتصادية .
إن محمد آل جابر يقود مع معين عبد الملك معركة جمع المال ، ولهذا هو حريص على تمرير الأسماء الفاسدة ، وعلينا أن نفتح ملفات الإعمار في اليمن والوديعة السعودية وتتبعها أين ذهبت وكيف أنفقت ، وسنجد أن معين عبد الملك المعين من قبل آل جابر يدير إقتصاد الفساد بطريقة أنيقة ويهيء مع آل جابر للودائع السعودية ملاذات آمنة .
يا سيادة الرئيس إذا لم تقل لا ، لآل جابر ، فإنك تدفن نفسك في حجرة سوداء من حجرات التاريخ ، وإذا كان هذا التاريخ لا يعنيك فإنه يعني أولادك الذين يتطلعون لتاريخ ناصع من بعدك ، وليس بينك وبين الحجرة السوداء مقدار ذراع ، فاستبقها باتخاذ القرار المناسب واترك بعدك صفحة بيضاء ، تنقذ بذلك حياة الملايين من اليمنيين الذين يعجزون عن توفير ضروريات الحياة في بلد يشارف وضعه الاقتصادي على الانهيار ، ضمن أزمة هي الأسوأ على مستوى العالم القديم والحديث تراكمت لسنوات طويلة ، وأثقلها آل جابر ومعين عبد الملك بفسادهما .