لا الذين هربوا وتركوا البلاد لدموية الكهنوت كانوا يعلمون الوجه الحقيقي للكهنوت ولا الذين حايدوا أدركوا أن مآلات جماعة الكهنوت هذه التي ترونها الآن ولا الذين من بعد اسقاطه للبلاد تحالفوا معه علموا الرقصة المتوحشة لعبدالملك وشيعته
حتى الشعب لم يكن يعلم، لقد وقعنا بفخ كبير،ومتسع،
عشنا سنوات من الملل جعلتنا نتهاون مع الشاصات التي غزت العاصمة ولسان حال كل أحد يقول : ما الداخل الى صنعاء بأحسن من الخارج من صنعاء، والعكس، وطفقنا نتفرج..!
كانت الملصقات الخضراء تغزو سماء الدنيا العالية في صنعاء من قبل سنة وسنوات ، وذات مرة أحسست بشعور غريب وأنا في طريقي من شارع ( مازدا ) الى ( الدائري ) فهناك قبل ( جولة سبأ ) وسقف الشارع من الجولة الى الجولة لا يكاد يٌرى من مثلثات اللون الأخضر أدركت أن ثمة شيء غريب يحدث في العاصمة، وأن الخلف يتنامى بشدة،وأننا لن ننعم برؤية السماء مرة ثانية وبلون قاتم تكلح قلبي، وهذه هي النتيجة.
لقد وقعنا في الفخ، أو وقعوا ..!
فخ الدعاية السوداء التي غزت مخيلات اليمنيين لسنوات كثيرة، عن العدالة التي يهديها السيد للشعب،
عن صعدة الآمنة المطمئنة
عن البقال الذي يترك بقالته مفتوحة وينام ويعود الصباح وهي سليمة لم يمسسها أحد بأذى!
وعن الرجال الذين يتوزعون في طرقات صعدة!
اذا بنشرت سيارة أحدهم اصلحوا له الإطار! وعن السائق الذي ترك سيارته مفتوحة في منفذ المدينة وعاد وهي كما هي، يا للعدالة !
بهذه الأكاذيب تهاون المجتمع مع الجماعة، فنحن يمانية لا نعترف بالطائفية ولا تعنينا العنصرية ويهم غالبية الناس قليل من العدالة،والأمن، والأمان
يريدون الدولة التي سقطت قبل سنوات أربع،عقلهم الباطن يقول: لنجرب!
يعتقد الناس أنذاك أن الكهنوت نسخة من الأحزاب والتكتلات اليمنية
اذا لم يحكم بالعدل والمساواة سينهار نظامه وسيمر ذات يوم
يعتقدونه يشبه المؤتمر أو الاصلاح أو الاشتراكي،
إن أفسد فقد افسدوا من قبله، ونسيناهم !
لم يكن اليمني يعلم أن الكهنوت أتى للدم والهدم ولسلب عقلية اليمني وفكره
وأن الذيل الايراني سوف يأخذ كل شيء، وسوف يهين كرامتهم، ويمسح بهم أرض السافلين،
لم يعلم أحد أنه سيأخذ الرواتب وجيوب الناس ويحاصر المدن ويقنص ويقتل ويعدم ويأخذ حق الانسان في الحياة
لو كنا نعلم حقيقته هذا سنموت كلنا أو سندفنه في جبله الأسود، لسنا آلهة لنعلم .