كنت أناصر طارق ولا زلت في البلاد تحت سيطرة الكهنوت،ثم غادرت الى مدينة تعز وكنت أناصره،
آمنت به وبالبطولة منقطعة النظير التي يعيشها الرجل، وعندما توجهت الى العمق الملحمي توجهت الساحل الغربي ووجدتني أحبه أكثر، فراهنت عليه، بكل جوارحي
كتبت عن العميد طارق بكل أنواع الكتابة،الخاطرة،
النص،
المقال،
الفكرة والعبرة،
القائد والرمز،
والأعلى من كل شيء، وكانت كتابتي عنه وليشهد الله والى اللحظة ليست تزلفاً ولا قرباً منه أو تقرباً وليست مصلحة، وليشهد الله، ولا زلت أكتب، من منطلق إختباري ومعايشتي وإيماني المختلف به، كرمز مختلف، أتى من عمق الخسارات وصعد من بين الظروف المستحيلة، كقائد، تشهد له سيرته ومسيرته من الجبل الى الساحل، والى كل معركة ..
لهو الرجل المختلف،
القائد الذي أذاب كل أشكال الخلافات وطوع كل شيء للصالح الوطني، وهذب الخطاب لدى الجميع، الخطاب الذي أنجحنا وأوصلنا الى المرحلة هذه،
كان يتحدث عن الكل، لوحده
كان يجمع ولا يفرق، لوحده
كان يسد الثغرات عند الجميع، لوحده
كان أكبر من أشكال الخلافات، خلع سنوات وعقود الجدل والخصومات وبدأ مرحلته الجديدة، مرحلة تحتاجه، عاش مع رجاله وبينهم ولأجلهم، لأجل معركة الجمهورية،
منذ ظهوره لم يهاجم أحد، هادن كل فصائل الجمهورية وأحنى نفسه بنفسه لأجل الصالح الوطني، وعزز من ملحمية البزة العسكرية وساعد في إعادة الإعتبار للمؤسسية ..
كثيرا ما كتبت أن المعركة بحاجة البزات،كل معركة بحاجة البزات، وطارق بزة مختلفة، وقد صدق ظني وهاهي تدور السنوات لتعانق البزات ..!
ألان تعز، وتسامى مع مأرب، وكتف لكتف مع الجنوب في دنيا الشمال، أوجد واحدية الهدف،في المترس والخطاب، بين كل أطر الشرعية الجمهورية، طيلة سنوات وجوده لم يتعرض للشرعية كحقيقة وطنية، الشرعية تعني لغة الوجود الجمهوري،فكان يدعو بكل مرة لإصلاح الشرعية،وهو من سعى وكافح لأجل إصلاح بنية الشرعية، وبكل جهوده، وأذاب نفسه للوصول الى حل جامع، فكان حلقة الوصل بين الجميع، حلقة الإتصال، شمالي جنوبي، تعزي صنعاني، مأربي ومن حضرموت، وعزز ذلك بالمكتب السياسي
قاد طارق معركته بمغادرة المجال المفخخ، لو أن العقود التي أنصرمت سليمة لما أحتيج لأحد، ولما سقطت الجمهورية بيد الإمامي الجديد، لذا غادر العميد طارق بقعة الشد والجذب، وترك خلفه دنيا التفاصيل المهلكة،بين الأحزاب، والجماعات، والشخصيات، والذوات والهويات، وابتعد عن كل طرق التفتت وعن تمزق الفكرة، فما على طارق كونه المنقذ الا قدرته على المغامرة، ونية المجازفة، وحرارة الشباب، وفتوة كل حركات الإنقاذ عبر التأريخ، والإبحار بمجاديف من صنع اللحظات المقدسة تزمها دماء الشهداء في الجبهات، فلم يتخلى عن أصله الا بقدر تصويبه الفوهات صوب الغاية من منطلق استعادة الجمهورية، فلكل سقوط مواد صراع، والشاهد والمشاهد يدرك مواد ذلك الصراع الذي منه وفيه وبسببه أنسل الوطن من أيدينا فجأة فكان القائد خروجاً نبيلاً وانفرادا واجباً عن معامع وعن بواعث ومشاكل كثيرة وتجاوزاً للوقيعة التي أودت بالنظام الجمهوري، بغض النظر عن الصائب والخاطئ في المراحل الرمادية فغاية القائد رئيس المكتب السياسي ومكتبه التخلص من أحابيل سنوات الخصومات، والتعالى على تخندقات العامة والخاصة والبدء بمرحلة جديدة بدماء جديدة وأدبيات جديدة لها شهية الإنجاز وخالية من شهوة المقامرة، ولها خفة الفتوة وبعيدة كل البعد عن ثقل المرحلة الكهلة، وهذه السردية الثانية للمكتب الذي أتى يوفق ولا يفرق، ينهي الخلاف بمادة الائتلاف، يجمع شتات الفكرة المتشظية الى أفكار ويرمم الجدران ولا يهدمها،لهذه تواجد،ومن أجل هذا.
من انتفاضة ٢ ديسمبر وظروف المقاومة الوطنية المستحيلة،
فالحراس بقيادة الطارق الذين تشكلوا حرباً وفداءً في ثنية صنعاء أعلى الشمال وتوسطوا ببئر أحمد وسط الجنوب وتكاملوا في الوسط اليماني،بين الماء والرمل،والجبال والسواحل،بالساحل الغربي، وسردية القوة تلك هي اللب الأولي لهذا المنجز الوطني، والانجاز الملحمي للحراس هو الرسم الرصاصي،نسبة الى طلق البنادق،للذهنية الوطنية وهو حقيق بما أنجز وبما سينجزه، في سبيل هذه البلاد..
فلكل معركة قائد، يحتاج الخير الى قائد، والشر حتى ينتصر به، بمجرد قائد، بحضوره المكثف، أي قائد كان، وقد خلت الجبهة الجمهورية لسنوات خلت من قائد يقودهم بفحوى المعركة
وفي سني الحرب الأخيرة لم يعد ثمة رمز يجمع الناس،لولاه العميد طارق الذي أعاد للقيادة معناها السامي وأصبح المتكأ الذي يأخذ الناس عليه أنفاسهم وبحضوره الوافر هو الكاريزما التي تعيد للجمهورية معناها من سنوات المجد والزمن النبيل،وكان الطارق..
لقد أطلت، وسأطيل، فهذا رأيي، ورؤيتي .