صباح الخير يا علي عبدالله صالح
الذين درسوا في الخارج وتعلموا فنون ونظريات الأحزاب ورضعوا الكيفية التنظيمية منذ المطار الأول وعادوا من مصر والشام والعراق ورجعوا منبهرين بقدراتهم من روسيا ومن عوالم الديمقراطية وأسسوا الأحزاب اليمنية التي نعرفها فشلوا جملة واحدة،
بكبوة واحدة فقط سقطوا والى النهاية ..!
لكنك أنت وحدك أيها الأمي الآتي من جبال سنحان ويديه مليئتان بالطين والعمل وسنوات الرعي وببلديتك فقط أسست حزباً كبيراً لا زال الأول الى هذه اللحظة وإن قلنا خليطاً من كل الأحزاب والتيارات فهذا يعني أنك ألتهمتهم وهنا عظمتك أيها الريفي، ورغم ما حدث للحزب من الاستهداف ومحاولة الإجثاث عام ٢٠١١ ثم إستشهادك وكل عمليات الإجتثاث منذ عام ٢٠١٧ والى الآن ومن طرفي الكارثة بقي حزبك وبقي وجهك وبقيت تعاليمك شاهدة عليك يا علي
وجهك يظهر في كل منحى،وأدبياتك لا زالت هي السائدة ..!
الناصريون بعقيدتهم من خسارتهم ذات مرة لبضعة قيادات فقدوا فاعليتهم الى اللحظة،
الإخوان الممتدون عبر العالم تلاشوا أمامك،ولم يتعافى الإشتراكي شمالاً وجنوباً وذهبت نظريات عبدالناصر ووصايا حسن البنا وتعاليم، ذهبت تعاليم ماركس ولينين،من على هذه البلاد بمجرد ضربات صغيرة،فتبقى كل هذه نظريات فقط،ولكن حزبك البسيط العفوي الذي يسخر منه نخبة التنظير وأكدوا على تلاشيه بمجرد مغادرتك سدة الرئاسة ظل شامخاً والى هذه اللحظة وبقيت أنت أباً ومعلماً حياً وميتاً والى هذه اللحظة لا زلت صالح ولا زال المؤتمر يهزأ بجموع الكذبة..
ورغم أن المؤتمر الحزب المليء بالإنتهازيين وذوي المصالح ممن كورثوه فقد تجاوزنا ذلك وسنتجاوز وما يعتمل فيه من الداخل المؤتمري،وعليه من خارج الحزب،يبقى المؤتمر هو الذكرى الجميلة والمحببة للشعب اليمني،وتبقى أنت مؤسس أهم مرحلة وحزب..
نجح صالح الذي لم يحصل على البكالوريوس،ولا يعرف الماجستير،والدكتوراة لم تعرفه،والى هذه اللحظة اذا أراد كل طرف يمني أن يظهر بمظهر جميل يقوم بتقديم نخب المؤتمر لتمثله فللكهنوت،نخبه،والى الاصلاح،والإنتقالي كذلك .. وأستطيع أن أقول: بعد جيل وبعد أن ينتهي هذا الذي نعيشه سوف يصبح صالح المعلم الأول وصاحب النظرية والبرهان وكلامه مقدس ورؤية وطنية .
كيف نجح صالح ولماذا ؟ لأنه لم يستورد حزبه ولا رؤيته وكان من عمق هذه البلاد،ولأن علي عبدالله صالح كان صادقاً والصدق هو الرهان