الحديث عن أصول اليزابيث للنبي محمد لم تعد،كما تابعت،مجرد مزحة .. بل رأي كبير يعم الصحف الكبيرة وهناك تقارير كثيرة تثبت هذا المنحى .. لكن تفصيل واحد يهدم كل شيء .. تابعت الصحف والمواقع الأجنبية التي تتحدث عن الأمر ويرجعونها الى أميرة أندلسية تنصرت وهي من بنات الملك الأشبيلي المعتمد ابن عباد وهكذا يثبتون صلتها الجينية بالعرب المسلمين في الأندلس مذ محاكم التفتيش التي قيدت ضد المسلمين في اسبانيا بعد سقوط مدن وممالك الطوائف هناك ..
لو جارينا هذه الكذبة،فما صلة المعتمد ابن عباد بالنبي محمد ؟
المعتمد ابن عباد يعود نسبه الى المناذرة،الى المنذر ابن ماء السماء، والنعمان،ملوك الحيرة قبل الاسلام،ولا أحد يجهل هذه العائلة اللخمية ذات الأصل اليمني التي هاجرت اثناء تمزق مملكة اليمن وأسست مملكة الحيرة في العراق ثم بعد الاسلام وفي العهد الأموي كان اول دخول لأبناء النعمان بن المنذر أحد أشهر ملوك المناذرة على الحيرة الى الأندلس ورأسهم عطاف بن نعيم اللخمي الذي رافق حملة بلج القشيري في العهد الأموي ووالي الأندلس . يعود نسب بني عبَّاد حكام أشبيلية إلى عطاف هذا، وهو أول من دخل منهم بلاد الأندلس، واليه تنتسب العائلة المالكة،وهنا تسقط ادعاءات صلة اليزابيث بالنبي محمد،كذبة..
الحديث عن أصول الملكة اليصابات بدأ عام ١٩٨٦ عبر مؤرخون بريطانيون وصحف شهيرة،لكن هذا التماهي مع الكذبة تلته الصحف المغربية وهي حيلة لأن حكام المغرب ينتمون كما يقولون للنبي محمد ويريدون إيجاد رابط مع العائلة المالكة في بريطانيا لأجل السند الذي يطمحون به من المملكة المتحدة وهي حيلة مضحكةمضحكة للغاية
صحيفة الديلي ميل البريطانية تدعم هذا المنحى،وهي صحيفة ذات نهج ملكي في بريطانيا،تدعم العائلة المالكة،وربما هي حيلة بريطانية لأجل ارضاء الرعايا المسلمين في المملكة المتحدة ودعمهم للملكة رغم ان رابطة الاسلام وإن صح قولهم لا تقوم على الدم بل على العقيدة وبذات الوقت لتشويه الاسلام والإشكال هو التعاطي العربي الاسلامي مع هذه المهزلة وكأنهم يريدون تشريف العرب والاسلام بهذا النسب فذات يوم احتفى بهذا الكاتب المغربي عبد الحميد العوني في مقالته في صحيفة الأسبوع المغربية مشيراً: أنها تبني جسراً بين ديانتينا ومملكتنا .. تريد المغرب إيجاد صلة دم مع بريطانيا،حيلة هاشمية ..
تتبعت الموضوع ووجدت الإيغال فيه من قنوات كبيرة كالجزيرة والمواقع العربية الشهيرة،وكأنهم يريدون تشريف انفسهم بنسب وهمي وهاشمي،وايجاد صلة دم مع ملكة بريطانيا وهو شعوراً بالنقص فقط..
أما الحديث أن الأميرة زائدة الاندلسية التي تنصرت هي زوجة ابن المعتمد فهذا إثبات أن زائدة الأندلسية نصرانية الأصل تزوجها ابن المعتمد وعندما سقطت دولة بني عباد عادت لأصلها فقط فالاسلام يحلل الزواج بنصرانية وهذا يلغي صلة الملوك البريطان بالعرب وإن ثبتت رواية زائدة الأندلسية فهي مجرد جارية كان يتسرى بها ابن المعتمد حاكم قرطبة اذ المرأة العربية لن تفر الى العدو ولن تتزوج به وتخلف منه ومن المعلوم أن نساء المعتمد نفين معه كلهن الى أغمات ولإثبات هذا الأمر فزوجة المعتمد نفسه وهي الرميكية كانت جارية
موضوع مضحك،يثبت سخف العرب،وعدم الإعتداد بأنفسهم .