أصبح التعليم مثله كمثل الحج لمن استطاع إليه سبيلاً، حتى اولئك من هربوا للمدارس الخاصة أصبحوا يكتوون بالرسوم الباهظة التي ارتفعت عاما بعد عام دون أثر حقيقي ظاهر على مستوى الطالب إلا ما ندر.
تغافُل المجتمع عن الضرر البعيد المدى منذ بداية الحرب وانقطاع الرواتب وأثرهما على العملية التعليمية سيلقي ظلاله أكثر وأكثر، وسيقصى مزيداً من أطفالنا عن دائرة التعليم لعجز الأهالي عن مجاراة الرسوم المرتفعة وبالذات إذا كانت العائلة لديها أكثر من طفل في سن الدراسة.
عام دراسي جديد سيمضي كبقية الأعوام السابقة. مجرد مسرحية تمثل فيه وزارة التربية والتعليم بأن هناك عام دراسي بدأ فعلياً وبنجاح من أوله إلى أخره، وسيلعب الطفل دور الطالب باستيقاظه باكراً وعلى كتفيه حقيبته متوجهاً إلى صفه وسيعطى دروسا قليلة من أجل الاختبار ليس إلا.
وسيمثل الأهل أن اولادهم بخير وأنهم يتلقون تعليمهم وسيتبادلون التهاني آخر العام فرحا بنجاحهم.
لن يعترف أحد بأن منظومة التعليم انهارت حتى لا يتحملوا المسؤولية ولكن عدم الاعتراف بالمشكلة من الجميع لن يغطي على الحقيقة البائسة بأن جيلاً كاملاً تم استلاب حقه في التعليم.