غالبا ما تتجه السلطات القمعية إلى ممارسة أشكال متعددة من الأجرام والإرهاب المنظم تجاه عناصر وأفراد المجتمع الذي تحكمه بشكل مستمر، بما يضمن لها اكبر قدر من الأمن القمعي الذي يحدث ردة فعل متوقعه من قبل عامة الشعب تكون في صالح هذه السلطة.
فاستمرار الإعدامات بشكل منهجي وبصورة شبه قانونية يوحي لدى الشعب بقوة وقدرة هذه السلطة على الفتك فيه وردعه، وتحت أي مسمى المهم ان يكون الشعب خائفا وخانعا ومستسلما.
وهذه هي الخلاصة التي يبني عليها الحوثيون قواعد امنهم المجتمعي القائم على الإرهاب وعبر إشعار الشعب بسلطتهم كجهاز أداري قمعي منظم يستهدف كل من تسول له نفسه المساس بأمن الجماعة وسلطتها.
كانت ايران ولا زالت حتى هذه اللحظة تمار سياسة القمع والإعدامات الجماعية بحق المعارضين لها من عرب الأحواز المطالبين بالانفصال والمؤكدين على هويتهم العربية، كانت السياسة الإيرانية ضد انتفاضات شعب الأحواز تقوم على الإرهاب، فتعلن سلطتها القمعية بين فينة وأخرى عن إعدامات جامعية تحت تهم واهية، وبدون محاكمات كي تضمن من ذلك إرهاب وإخضاع شعب الأحواز لسلطتها وكي تجعل من تلك الإعدامات وسيلة للإخماد أي ثورة أو أي خطوة تأمريه ضد نظامها.
ما حدث يوم امس في صنعاء هو مجرد محاولة حوثية لنقل المشهد الفظيع لحالات الإعدامات من الأحواز التي تقع تحت سلطة ملالي طهران إلى صنعاء، بنفس الشرعية ونفس الحكام، و الأحكام والمبررات والدواعي، فمهمة تركيع المجتمع وسلبه امنه وحقوقه تحت وطأة الإرهاب والعنف المنظم هي سلوك طبيعي تمارسه هذه السلطة.
تحتاج مليشيات الحوثي بين فينة وأخرى إلى التأكيد على كون سلطتها سلطة دولة وإضفاء شرعية قانونية وقضائية، تخولها الحق في الحفاظ على ذاتها، وهذا لن يحدث طالما وان هذه السلطة مازالت تفتقد الثقة الشعبية والسياسات الحكومية التي تظهرها دائما كمليشيا غاصبة ومنتهكه لقواعد وأسس بناء الدولة وواجباتها.
لن يستغني الحوثيون أبدا عن نهجهم في إرهاب المجتمع كضمانة لبقاء سلطتهم وسيضل العديد من أبناء الشعب عرضة لهذه المنهجية، حتى وان تم تصوير تلك الإعدامات أو الاعتقالات على أنها تمت بشكل مدني وقضائي فلديهم مخزون كبير من الممارسات التي يسعون من خلالها شرعنة إجرامهم وإرهابهم.
أما ضحايا الحوثيين فكانوا ولا يزالون شموع تضيء طريق الحرية والعبور إلى الدولة الواحدة والآمنة دولة السادس والعشرين من سبتمبر.
وها هي الحديدة اليوم تقدم خيرة أبنائها شهداء في قافلة المجد، شهداء يلتحقون بعد مضي ما يقارب الستون عاما بشهداء محاولة انقلاب 6 مارس 1961م، عندما شهدت مدينة الحديدة محاولة قتل الطاغية احمد بن حميد الدين في مستشفى الحديدة أثناء زيارة ليلية لها.
هاهم شهداء الحديدة اليوم يلتحقون ب" محمد عبدالله العلفي، عبدالله اللقية، ومحسن الهندوانة"، وكما قربت ثورتهم وانقلابهم من عمر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ستكون دماء أبناء تهامة وشهدائها التسعة مشاعل الضوء والتحرر للنصر الكامل نحو استعادة الدولة وأنهاء سلطة المليشيات الانقلابية قريبا بإذن الله.