غالباً ما يلجئ العالم الى استحداث مناسبات خاصة تؤرخ للحدث بشكليه المأساوي والبطولي مهما كانت عواقب تلك الأحداث تأصيلا لرفض الحدث حينا والتذكير بمساوئه وشرارته القاتله، او ان يتخذ من الحدث الذي تم ربطه بتاريخ معين محفزا لانتصار الإنسانية لقيم العدالة والمساوة والحقوق العامة .
يأتي الثامن من مارس من كل عام لتلتفت انظار العالم صوب المرأة محتفلا بانجازاتها وجراحاتها وانتصاراتها ومأساتها كلا حسب بيئته وحالته ورؤيته تجاه المرأة والعالم المحيط بها.
كانت مناسبة انطلاق هذا اليوم الذي قرر ان يكون يوم المرأة العالمي مأساوية لكنها كانت حافزا لتجاوز حالة المأساة هذه وكسر سلطة الاستغلال والتهميش التي عاشته المرأة.
مائه وعشرون عام كانت كفيلة بكل احداثها ان تؤسس للاحتفال العالمي بالمرأة الذي تعود بداياته الى ١٩١٠ م على اثر حركات الاحتجاج النسوية في الولايات المتحدة وبعض الدول الاوربية.
تغيرت بعدها خارطة العالم الثقافية والفكرية والسياسية والتشريعية و تغيرت قواعد العمل وادوات وأشكال الممارسات ضد المرأة التي أصبحت محاطة بسياج قانوني ودستوري يمنع استغلالها وممارسة العنف ضدها ويطالب بأن تتحمل السلطة الرسمية في الدولة مسؤولية حمايتها وتعزيز مبادئ الشراكة والتعاون ومنحها حقوق مساوية تماما للرجل.
للعالم الحق ان يحتفل بالثامن من مارس كيوم عالمي للمرأة والإحتفال بانجازاتها وليس لنا الحق بأن نشارك العالم هذا الاحتفال ولا ان نستقبل التهاني حوله اقصد نحن اليمنيين و اليمنيات.
إن فكرة مشاركة العالم بلإحتفال باليوم العالمي للمرأة في اليمن فكرة ساذجة لأن لا شيء يمكن ان تحتفل به المرأة اليمنية، وهنا اتكلم عن المرأة التي تعيش بعيدا عن صالونات الثقافة ومآدب العشاء والغداء في السفارات ولقاءات وأنشطة المنظمات فلهؤلاء احتفالتهن التي لا تنقطع.
اما المرأة اليمنية العاملة والمرأة اليمنية الفلاحة والمربية، الأم والأخت والأبنة والزوجة في بلادنا اليوم، لا مجال ولا فسحه في حياتهن للاحتفال باليوم العالمي لهن .
المرأة اليمنية اليوم تكافح من اجل البقاء فهي مهددة بشكل دائم بفقدان حياتها وحياة أبنائها واقاربها بالموت والقتل في هذه الحرب.
المرأة اليمنية اليوم تنام وتصحى وهي تحمل هم لقمة العيش واسطوانة الغاز وحزمة الحطب.
سمعنا الخبار عن حالات الوفاة بين العديد من النساء في القرى التي قضين اجالهن وهن يصارعن الآم المخاض " الولادة" لانه ليس ثمة من وسيلة نقل لاسعافهن للمستشفى في المدينة بسبب منع الحوثيين دخول المشتقات النفطية الى مناطق سيطرتهم.
المرأة اليمنية تبات وتصحوا مهمومة مغمومه فتكلفة الحياة ونفقاتها جعلتها تتمنى ان لا يكون في حياتها لاعيد فطر ولا اضحى ناهيك عن عيد المرأة .
المرأة اليمنية مكلومة وجريحة تضطر كل يوم لزيارة المقابر لتسقي الزرع الاخضر على قبر فقيدها.
او تقضي ايامها وهي وتحاول ترميم ومساندة جريحا لها طريح الفراش لا تجد ما يساعدها على تقويته والتغلب على جراحاته.
المرأة اليمنية تبحث عن وسيلة ما تتمكن من خلالها ان تصل إلى اخبار عن ابن او اخ او زوج او اب محتجز لدى سلطات المليشيا الحوثية تبحث عن مصادر مالية وفديه لإخراجه او ان تسمع اخبار تفيد انه ما زال على قيد الحياة.
المرأة اليمنية اليوم تعول اسرة كاملة بدون اي مقوم للحياة ولا مساند لها تحملت أعباء الرجل المغيب اما في ساحة الحرب او معتقلات المتحاربين او شهيدا وفقيدا.
المرأة اليوم مهددة بفقدان بيتها وضياع أبنائها واستلاب عفتها وشرفها وبقائها انها تعيش عصر الإمامة عصر الحوثية المقيته التي تجعلها دائما عرضة للإعتقال والتعدي والإبتزاز والتهديد من قبل مليشيات عنصرية وسلالية توظف كل امكاناتها لمسخ هوية المجتمع وسلبه امانه وحياته الطبيعية ولكن ومع كل ذلك ارجع واقول لكل امراه تعاني كل عام وانتن بخير وكل عام وانتن ماجدات خالدات ولابد ليومكن النسوي اليمني الخاص ان يأتي فنحتفل بمقاومتكن وانتصاركن ودمتن بخير.