اصبح اليمنيون اليوم مع اطالة امد سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية اكثر معاناة، جميع المشكلات التي تخمرت اثناء سنوات الانقلاب اخذت مدتها الكافية كي يطفح الكيل الشعبي جراء ممارسات هذه الجماعة.
فصنعاء التي تفقد يوما بعد يوم املها في التحرر العسكري وفق الترتيبات العسكرية والسياسية الحالية للشرعية وحلفائها تجد نفسها في عزلة تامة ووحيدة تخوض صراع مرير بأشكال عديدة ضد سلطة كهنوتية استبدادية توثق حضورها الاستبدادي بقوة القهر والبطش.
لم يعد افقار الشعب وسلب المواطنون هناك قوت يومهم اهم مشكلات المواطنون ومعاناتهم، فتضييق الحريات العامة ومصادرة حرية الراي، ومصادرة حق العمل والتجارة والاستقلال الذاتي للفرد وتنظيم الناس لأمور حياتهم الطبيعية من اهم المشكلات التي يعانيها الشعب في مناطق سيطرة المليشيات.
كلما ينموا في صنعاء من تجارة ومن مباني واسواق ومراكز تجارية واستثمارات بملايين الدولارات ليست ظاهرة صحية في هذه المدينة التي تتغير خارطتها العمرانية وحركتها التجارية والبشرية لصالح هوامير الفساد الحوثية التي سخرت كل موارد البلاد بيد الشلليات الانقلابية التي استثمرت في اوجاع الناس ومعاناتهم لتوظف ثروات البلاد والعباد لصالحها.
صنعاء اليوم ليست بخير وهي تتلقى حصاد ثمان سنوات من الحرب والفساد، فقد فقدت امنها وسلامها وتجارتها وصحتها وتعليمها ومدارسها وجامعاتها واسواقها ومساجدها وحياتها لصالح زمرة تمارس التمييز وتطبق سياسة الهبوط الطبقي لجميع فئات الشعب مقابل اتساع رأس الهرم المرتبط بالسلطة الانقلابية التي تتضخم وتتكدس اموالهم ويتمايزوا فيما بينهم عن باقي ابناء الشعب بالسلطة والثروة.
صنعاء ليست بخير وقد تم مصادرة القضاء فيها ليكون اداة ضاربة في وجه المواطن العادي الذي تظل حقوقه ومواله تحت طائلة السلب والنهب والمصادرة والابتزاز بمسميات عدة يشرف عليها القضاء بشرعية الانقلاب.
صنعاء ليست بخير ومواطنيها اكثر عرضة للموت وقد تنامت في ظل سلطات الانقلاب ظاهرة بيع الادوية المنتهية الصلاحية وتكالب هوامير الفساد على منح اطفالها جرعات قاتله من ادوية الموت مقابل الاثراء الوحشي الذي سلبهم حق الدواء وحق الامل في الشفاء.
صنعاء ليست بخير وقد اضحى رموز السياسة الوطنية فيها ورموز الدولة السابقين ورجال الفكر والقضاة المستقلين عرضة للقتل والاغتيال بدماً بارد.
صنعاء ليست بخير وريفها ورجالها ومشائخها وبيوتهم واملاكهم واراضيهم عرضة للحملات الكهنوتية التي تستبح امن تلك القرى والمديريات بحملات عسكرية منظمة للسلب والنهب والقتل والفيد اكثر من أي وقت مضى.
صنعاء ليست بخير والاهالي فيها مجبرون على السكوت عن كل وجع وكل ظلم في حقهم وكل مظلمة فيها تواجه بالحبس والاعتقال والتعذيب والقهر.
صنعاء ليست بخير وهي تعاني إفك وفجور المشرفين والنافذين وصولاتهم وجولاتهم في الترهيب والنهب والقمع والابتزاز الرسمي باسم سلطات الكهنوت.
صنعاء ليست بخير وتعاني من علو صوت واحد وطغيان زمرة واحدة واستبداد جماعة واحدة تنظم حياة المواطنين فيها وتصادرها لحساب واحد يحرض على العنف وينشر الكراهية والاستبداد.
صنعاء ليست بخير فهل انتم ونحن بخير ؟ ونحن نتلقى يوميا تلك الاخبار الأليمة عن عاصمة كانت يوما ما لاذ امن لكل اليمنيين وعاصمة لكل الثقافات ومنبرا للحريات واماً ليمننا الكبير.