منذ أن دك أبطال سبتمبر أوكار الإمامة وأسقطوا حصون الباغي وحطموا أسطورة الطغيان في ثورة الـ26 من سبتمبر عام 1962م وهذه الثورة تمضي بإيمان على درب المعالي وتشعل الاحلام في كل المجالي وتمحي الظلم والجهل والبغي وتأتي بالمحالي....
منذ ذلك التاريخ والشعب اليمني يحتفل بهذه الذكرى المجيدة بشكل يتناسب مع عظمتها التغيرية والثورية والإنسانية فبالإضافة الي كونها الثورة الأم التى قضت على الحكم الكهنوتي الجائر وأرست دعائم النظام الجمهوري والديمقراطي العادل فقد كانت المنطلق الرئيسي لثورة الـ14 من أكتوبر الخالدة والمسار الواضح لتحقيق الوحدة اليمنية المباركة والطريق المريح للنهضة الوطنية والتنمية الشاملة....
ففد شهد الوطن خلال الخمسة العقود اللاحقة لهذه الثورة المباركة حركة تنموية وسياسة واقتصادية متواصلة وجهودا جبارة تترجمت فيها أهداف الثورة السبتمبرية إلي واقع ميداني عاشه ولمسه واستفاد من خيراته الشعب اليمني في كل أرجاء الجمهورية ثم نشطتت بعد تلك العقود مخلفات الإمامة وأذيال الاستعمار وأدوات الخراب والدمار التابعة لدول العداء والأطماع والخزي والعار وتأمرت على الوطن وثورته ومنجزاته وعلى نظامه الجمهوري ووحدته وثوابته ومقوماته فجعلت منه وطن مظلم ومظلوم وميدانا لصراع الطغاة والعملاء ودعاة القتال المشئوم وأقاليم مفصلة ومجزائه لوطناُ مشتت ومقسوم وركام مكوماُ ليمنُ مدمر ومهدوم وسكناُ موحش لشعب جائع ومهموم....
بسبب هؤلاء الخونة والعملاء والانذال والاذيال هاهو الشعب اليمني يعيش في الذكرى الـ59 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة في وضع خطير وكارثي وفي عهد يشابه العهد الحجري وفي ظلام يفوف على ظلام وعتمة العهد الكهنوتي وفي عبودية قاسية تشابه عبودية العبيد والمملوكين والجواري....
لكن هذا الظلم لن يدوم طويلاُ
فلابد للباغي ومهما طال بغيه
أن يذوق الموت وأصناف العذابٖ
فهاهو الشعب بذكر ى عيده
يقسم الأيمان من وافي العهودٖ
قسماُ يا عصبة الأنذال لن
ترجعي مهما بذلتي لن تعودي.