سابقاً في ذكرى المولد النبوي كان يتمحور النقاش حول هل الاحتفال به جائز أو بدعة؟
وفي السنوات الأخيرة، لم يعد النقاش حول فتاوى التحريم والتحليل، بل أصبح يدور حول ما هي أولوية الميليشيات؟
هل أولوياتها هدر المال العام وفرض الجبايات من أجل الاحتفال أم صرف رواتب الموظفين؟
هل أولوياتها خدمة المواطن أم شنقه بكل الطرق؟
وهل تعنيها كرامة المواطن وهي تٰهدر بين مالك البيت والدائنين؟
هل يفكرون بشعور المواطن وهو ينظر لبذخهم وإسرافهم وهو لا يجد اللقمة؟
أم إن الاحتفال حلال وتجويع المواطن حلال؟
هناك بون شاسع بين وظيفة الدولة وبين سلوك الميليشيات، فالدولة الحقيقية هي من تقدم الخدمات لشعبها وتصون كرامته. أما الميليشيات فلا يعنيها سوى وجودها واستمراريتها وإن كان على حساب الجوعى وقهر المظلومين.
لن يجديهم تلميع افعالهم القبيحة وصبغها بصبغة الدين، فمفعول التلميع لحظي وإن تفاعل الناس معه، لأنهم سيصحون على الواقع المرير بعد عودتهم من الاحتفال عندما يتفقدون جيوبهم الفارغة وبطونهم الخاوية.
وحينها لن تغطي الزينات والأنوار الخضراء وجع هذه البلاد وشعبها