الجوع هو المحرك الأول للفساد، وبسببه قد يسرق الإنسان لتوفير ضروريات الحياة وكمالياتها.
هو أداة إلغاء حرية وإرادة الأفراد، هو الوسيلة الأسهل لتطويع الشعوب وإخضاعها وتمييعها تحت بند الطاعة مقابل الغذاء.
لذا تلجأ حكومات الظل التي تنمو في غياب الدولة وتترعرع في ظلال الأزمات إلى تجويع شعوبها لتحكم سيطرتها عليهم وتظل سلطتها محصورةً بين الترغيب والترهيب والأمر والنهي: اذهب لتقاتل .. اذهب لحضور فعاليتنا.. حب هذه الدولة وإكره تلك، طبل لفلان والعن فلان.. الخ ..
وبالرغم من أن الخير فطرة، إلا أن الشر مهنة تتدرج من رئيس الدولة إلى عاقل الحارة ومن رئيس حزب إلى معارض وحسب موقع الفرد يكون مقدار فساده، لذا من البديهي أن نجدهم صامدين لأن بطونهم لا تشكو من الجوع!
يرتبط الفساد بالجشع، فإن كان عذر السرقة الأولى هو الجوع فما عذر من باع مستقبل أجيال وسرق حاضرنا وأحلامنا؟!.
ما عذر من لمع فساد الفاسدين وانتقل بخفة من حزب إلى حزبٍ ومن جماعةٍ لأخرى حسب الحاجة ومقتضياتها ..!
وما عذر من باع الأرض والشرف، وما عذر من لا يملك قوت يومه ومع ذلك يمتهن التطبيل لحكومات الظل وحركات وأحزاب الجوع ؟!.
فما كان الفساد ليظهر وينمو بكل هذه الصلافة وقلة المروءة إلا بتطبيل المطبلين وخنوع الراضين بهذه الفوضى تحت شعاراتٍ لا تمت للبطون الخاوية بصلة.