منذ ما يقارب من ثلاثة أعوام والاشتباكات والمعارك العسكرية بجبهات مدينة تعز تكاد تكون جامدة ومتوقفة بشكلاً ثابت وكلي
وكل ما حدث خلال تلك الفترة هجمات صغيرة من قبل الحوثين بشكلاً نادر ومتقطع وجزئي في بعض الأماكن والجهات الغربية والشمالية الغربية وقد يكون الهدف منها إيصال رسالة للطرف الآخر مفادها نحن هنا متواجدون بشكلاً رسمي.
ومنذ ذلك الحين ومن قبله والمناطق والاحياء والحارات الواقعة بالقرب من النسق الاول وخط التماس والممتدة على طول الجهات الشمالية والشرقية والغربية أصبحت مهجورة ومواقع عسكرية محظورة.
أما الاحياء والحارات التي تليها والواقعة بعد تلك الاحياء والمناطق القريبة من خطوط التماس والتي سبق وأن نزح غالبية سكانها وتم تهجير من تبقى من أصحابها فهذا الحارات والاحياء بكل مساكنها وعمائرها وفللها ومنازلها إلا من رحم الله تم استباحتها واحتلالها من قبل قيادة وأفراد المواقع المسيطرة عليها كلاً في مناطق وأحياء سيطرته.
هذه الأحياء تم منع أصحابها من العودة إليها والسكن فيها وسكن فيها مسلحي المواقع وأسرهم فهي في قاموس مسلحي المواقع والمجاميع المسلحة مواقع خطره على أصحابها وعوائلهم وأمنة لهم ولعوائلهم.
ولذلك فإننا نشاهد مسلحين المواقع مستقرين في منازل وعمائر الناس وأصحاب وملاك هذه البيوت والعمائر والفلل مشردين ومبهذلين والبعض منهم بلا سكن ولا مأوى والبعض الأخر مستأجرين وهذا الشيء جعل البعض من ملاك تلك العقارات والأراضي يقرر بيع منزلة أو الأرض التابعة له في تلك المناطق والاحياء.
والمشكلة الكبرى تبدأ ببداية إجراءات بيع الأرضي حيث تقوم قيادة وأفراد الموقع وبكل غطرسة وتحدي بتوقيف العمل ومنع العمال ومعدات العمل بقوة السلاح حتي يتم تسليم الجبايات التي يفرضها قادة الموقع.
وفي حال أن كان المبيع مسكناً فأول ما تبدأ إجراءات تسليمه للمشتري تعترض المجاميع المسلحة عملية التسليم وترفض إخلاءه وإن كان فارغاً تقوم المجاميع المسلحة باقتحامه حتى يتم دفع الملايين من الريالات لقيادة وأفراد الموقع من قبل البائع والمشتري.
وهذه الأعمال المتوحشة التي تمارسها هذه الجماعات المسلحة والتي تستخدم فيها القوة والإهانة والإذلال والتهديد لأصحاب الحقوق تتم بسبب الانفلات الأمني وبسبب ضعف القيادة المدنية والعسكرية بالمدينة.
لقد أصبحت هذه المواقع العسكرية المتواجدة وسط الأحياء والحارات السكنية أداة لجلد السكان وأبناء المدينة وأصبحت تمثل عبئا إضافيا ومعاناة جديدة على سكان مدينة تعز المستهدفين من قبل الجماعات المسلحة المتواجدة خارج المدينة والمتواجدة داخلها على جدا سوى