سلب العقول ليس فقط بالخرافات والأساطير بل قد يكون أيضاً عبر تقديم استدلالات خاطئة، يكون الغرض منها عدم تقديم أدلة مستقلة عن القضية الأصل.
إذ يتنازع العقل مجهولين أو أكثر كل منهما مشغول بتعقب ذيل الآخر ولا نصل أبداً إلى نتيجة مرتبطة بالواقع بل ندور في نفس الدائرة مثل كثير من نقاشاتنا التى لا توصلنا إلى شيء.
وعندما يكذب طرف بخصوص ما يحدث على أرض الواقع يسارع مناصريه لتأييده ورفع العتب عليه برمي اللوم على أطراف أخرى بدون أدلة مادية واضحة، وإنما بتزييف الحقائق، رغم إن أحداث الواقع هي المعيار الوحيد لإثبات أو نفي ما حدث فعلاً.
إن ما يفعله المناصرين هو إطلاق الحكم أولاً، ثم البحث عن أحداث هنا وهناك وإن اتوا بها من الماضي السحيق أو قاموا باختلاقها لتطابق حكمهم الذي اعلنوه مسبقاً ببراءة اصنامهم.
فيكون لسان الساسة نحن لم نفعلها، ولسان اتباعهم نحن نضمن لك يا شعبنا الكريم أنهم أبرياء، ولسان حال الناس من يضمنكما معاً..!