المرحلة التي يمر بها وطننا اليمني هي مرحلة استثنائية خارجة عن الحياة الطبيعة وعن العادات والتقاليد والأعراف والقيم اليمنية المشهود لها في فترات السلم والحرب وفي الظروف الطبيعية وغير الطبيعية.
فقد عرف اليمنيون منذ أقدم العصور التاريخية في كل ميادين الحياة المدنية والحربية بأفضل الصفات الحسنة والسلوكيات السوية وتميزوا بأحسن اللصقات والأخلاقيات القبيلة التي تفردوا بها عن باقي المجتمعات العربية والغربية..
إلى أن جاءت هذه الحرب والأحداث التدميرية التي تغلبت فيها قوى الشر والجماعات والاحزاب الكارثية فقسمت الوطن وشتت الشعب ومزقت النسيج الاجتماعي وزرعت العداء والبغض والكراهية وأضاعت التاريخ المشرق للشعب اليمني ولأعظم الابطال والأقيال والقيادات السابقة اليمنية واقتدت بتاريخ الخراب والدمار والشخصيات المنحرفة والإجرامية وغيرت السلوكيات الحسنة والصفات القبلية بالسلوكيات السيئة والداخيلة والغير سوية..
وما يحدث اليوم من أعمال دخيلة على المجتمع اليمني سوى في الجانب السياسي أو العسكري أو الإنساني أو الاجتماعي أو في أي جانب من جوانب الحياة المختلفة كالخيانة والعمالة والارتزاق والارتهان لدول أجنبية وتبني تنفيذ مخططات ومشاريع دول عدائية وقنص وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة والغدر والنهب والسلب وأكل حقوق الناس والأعمال الاستغلالية واستغلال المناصب في مواقع التحكم والقيادة والسيطرة واستخدامها للتسلط والتآمر والتطاول والإذلال والغطرسة وغيرها من أعمال الجبانة والحقارة والنذالة الغير محترمة.
تدل على أن من يتصدر المشهد ويستولي على القيادة ويتحكم بالقرار بقوة السلاح عديم الراي والقدرة والحكمة ولا يمتلك العقل والفهم والحنكة ولا يعرف معاني البطولة وطرق القتال النزيهة وميادين الشرف الحقيقية ولا يحضى بتأييد الحكماء والعقلاء والقانونيين والشرفاء والوطنين والمخلصين وأصحاب المشورة والنزاهة وإنما يعتمد على الاقزام من فئة المجرمين والاشرار والمنحرفين والمنبوذين من الأسرة والقبيلة.
ولذا فإننا نجدهم يتطاولون على النظام والقانون وعلى أعلام الوطن ورجال الدولة وبسببهم وسبب أفاتهم واقزامهم واصواتهم الشاذة بدأت نهايتهم التي لا يقبلها العقل ولا المنطق ولا الانسان ولا الحيوان وإلا الكائنات الجامدة.