لايمكن للأحداث التاريخية أن تكون أحدث منتهية وغير دورية ولا متكررة فقد تتكرر مرة أو عدة مرات ، ففي مثل هذا اليوم الثلاثون من نوفمبر عام 1967م احتفل الشعب اليمني بعيد الاستقلال الوطني وإجلاء آخر جندي بريطاني مستعمر من أرض جنوب الوطن.
واليوم وبعد 54 عام من الاستقلال تتكرر الصورة ويعود المحتل الخارجي والطامع العربي والإقليمي والأجنبي على أكتاف الخائن والعميل والمغفل الداخلي ، يعود هذا المحتل اليوم بصور وأشكالاً ووسائل وأساليب مختلفة وملتوية في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب والهلكة.
اليوم وبعد أن دمر المحتل الخارجي الوطن والشعب والمنشآت والمقدرات بفاس ومعول وزند وسواعد المحتل الداخلي عاد الوطن اليمني إلى ما قبل تاريخ الثلاثون من نوفمبر 1967م عهد الاستقلال والجلاء الوطني.
عاد الوطن والمواطن ليعاني الاستبداد والاستعباد والوصاية والتحكم والسيطرة وتمرير مشاريع الأعداء ومخططات الطامعين الاشقياء ، عاد المحتل لتمزيق الوطن ونهب الثروة وتدمير النظام وتفكيك منظومة وقواعد وأعمدة الجمهورية والديمقراطية.
لقد تسلل هؤلاء الغزاة والطامعين إلى خلايا وأوردة وشرايين ومفاصل الوطن اليمني وأهلكوا الحرث والنسل ودمروا الحجر والشجر على امتداد عقد كامل من الزمن والذي تدرجوا في تنفيذ مشاريعهم خلاله إلى أن أوصلونا إلى هذا الحال الذي نعيشه اليوم والذي نقبع فيه تحت رحمة ووطأة وإدارة ووصاية وتحكم دولهم الخارجية العابثة بالوطن والمواطن.
إن وطننا اليمني يمر اليوم في أسوأ محنة تاريخية وأسوأ أحداث استعمارية وتخريبية وهو في أمس الحاجة لعملية إنقاذ وتحرير واستقلال وإجلاء للمستعمر الخارجي وتنكيلاً وتأديب لأدواته في الداخل.
وعملية الإنقاذ لا يمكن أن تتم إلا بتوفر الإرادة الجبارة وعن طريق أحراراً مثل أولئك الأحرار الذين بذلوا أنفسهم فداء للوطن وقدموا التضحيات الجسيمة وصنعوا من قوتهم وعزيمتهم وإصرارهم ووطنيتهم فجر الـ 30 من نوفمبر المجيد.
أننا وبعد هذه المدة الطويلة من العناء والعذاب ننتظر إلى شروق فجر جديد يخلص الوطن والشعب من كل هذه الآفات الإجرامية الداخلية والخارجية ويعيد للوطن والمواطن كرامته وقيمته وأمنه واستقراره وهو بدأ يشع من مدينة مأرب والسواحل الغربية.
الرحمة والمغفرة لأرواح شهداء وأحرار ومناضلي ال 30 من نوفمبر والنصر لكل من سار على نهجهم واتبع خطاهم