يقال بأن ليلة القدر لا تأتي بالعمر الا مرة واحدة وبأن الفرص الذهبية لا تتكرر مرة أخرى...
والأقدار قد أتاحت للجماعات الدينية الفرصة الكافية لتقديم نفسها من موقع السلطة والحكم ولعرض طرق وأساليب حكمها وتعاملها مع الوطن والشعب من أعلى هرم القيادة والمسئولية....
فقد تولدت الفرصة الذهبية للجماعات الدينية من رحم الازمات والنكبات التي شهدها الوطن قبل عشرة أعوام والتي استمرت إلى الأن.
وخلال هذه الفترة الطويلة والفرصة الكافية كان بمقدور قيادة تلك الجماعات الدينية استغلال هذه الفرصة وتطبيق كل أو بعض ما كانت تنادي به في المنابر والساحات والميادين وفي وسائل الإعلام وموقع التواصل الاجتماعي وفي كل المهرجانات والمحافل والمناسبات.
وكان باستطاعتها أن تقدم نموذجاً خاص ومتميز في الحكم يتصف بالحرية والعدل والشورى والنزاهة والمساواة والبناء والرخاء والتنمية وبكل ما كانت تدعيه أو توعد الناس به.
ولكنها وللأسف الشديد أهدرت هذه الفرصة وتخلت عن كل تلك الأهداف والمبادئ والقيم وتجاهلت كل تلك الخطب والأحاديث والوعود والعهود وخرجت عن النظام والقانون وعن العادات والأعراف والتقاليد وخالفت الدين والنصوص القرآنية والأحكام.
وتحولت إلى أحزاب وجماعات تزرع النار وتحرق الأرض وتحصد الأجساد والأرواح وتُحول منازل وممتلكات الناس الى ركام وأكوام وأفراحهم إلى ماسي وأحزان....
ومنذ أن وصل المتسترون بالدين إلى السلطة وتربعوا على كراسي الحكم ذهبت كل تلك الشعارات والسنن والآيات التي تمترسوا خلفها طيلة سنوات تكوينهم وتلاشت الأحكام الموضحة لواجبات الحاكم وحقوق المحكوم.
وتجبر قادة تلك الجماعات وبنوا لأنفسهم مليشيات متخصصة في العبث والإجرام وحكموا الشعب بقوة الحديد والنار وبأسلوب يفوق أسلوب الطغاة والمتجبرين والفجار، وبدلوا الأمن بالخوف والعدل بالظلم والحق بالباطل والبناء بالهدم والتقدم بالتخلف والعلم بالجهل والحرية بالعبودية والشورى بالدكتاتورية .
وتاجروا بالوطن وبحياة ودماء واقتصاد المواطن وتفاخروا بالعمالة والخيانة وسنوا بأعمالهم المعروفة بالنهب والسلب والكبت والترهيب والترعيب والاقصى والاعتقال والمطاردة والتهجير طرقاً لأصحاب السلوكيات الشيطانية ومليشيات الغدر التكفيرية...
خلال عشرة أعوام من حكم وقيادة هذه الادوات التكفيرية لم نشاهد محافظة مستقرة ولا شارع أمن ولا أسرة مرتاحة ولا خدمة من الخدمات العامة متوفرة ولا أسعاراً ثابته ولا أوضاع مستقرة...
لقد جاءت فرصة الحكم الى أياديهم فأضاعوها وأضاعوا البلاد والعباد وكان بإمكانهم استغلالها وإنقاذ أنفسهم وإنقاذ غيرهم إلا أن تعصبهم أعماهم إلى درجة السقوط فها هي فترة حكمهم قد بدأت تافل وتقترب من النهاية الحتمية التي توقعها لهم الجميع.