منذ بداية الحرب اليمنية وعملية إنهيار القطاعات والمؤسسات والمصالح والهيئات الخدمية تتضاعف تنازلياً والمصائب والكوارث تتضاعف تصاعدياً....
ومن أهم هذه الخدمات التي تسارعت في الإنهيار والسقوط خدمات القطاع الصحي التي بدأت في الانكماش والانحناء والضمور إلي أن وصلت إلي مقربة من الانهيار التام....
فقد شهد هذا القطاع عملية إنهيار متواصلة أنهارت فيها معظم خدماته ومنشآته ونمت فيها الأوبئة والامراض ومسبباتة.....
فعلى مدى سنوات الحرب وهذا القطاع يتعرض لحملة تدميراً ممنهج ومتواصل أهمها تعرض العديد من منشأته للإعتداء والقصف والاحتلال والنهب والسلب من قبل أطراف الصراع ومموليه وأدواته ....
ومحاربة وإقصاء كوادره الطبية من مواقعهم ومناصبهم القيادية والإدارية ومن أعمالهم الوظيفيه وقطع مرتباتهم في أغلب محافظات الجمهورية وهو ما أجبر الكثر من المتخصصين منهم الي مغادرة الوطن والهجرة الي خارجه بحثاً عن مصادر دخل ورزق لهم ولأسرهم...
ونقص التغذية وانعدام بعض العلاجات وعدم كفاية البعض الآخر وارتفاع أسعارها وعدم القدرة على شرائها....
وتقصير الجهات الحكومية في عملها والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية والاممية في واجبها واستغلال العديد منها والمتاجرة بمهامها ونشاطها ومساعدتها...
وعدم وصول العديد من اللقاحات وعدم كفاية البعض الآخر وعدم قبول بعض سلطات الأمر الواقع لبعضها.....
وازداجية العمل وتداخل الاختصاصات في مختلف أنحاء الجمهورية في ظل وجود وزارتين للصحة في الجمهورية ....
وبسبب هذه العوامل وغيرها من الأسباب الاخرى التي جاءت مرافقة للحرب وتداعياتها وصاحبت الشعب منذ بداية اندلاعها تعرض المواطن اليمني لسلسلة من الأمراض القاتلة والحميات الفتاكه المعروفة وغير المعروفة وعادت بعض الأمراض القديمة والخطرة التي سبق وأن تم القضاء عليها في سنوات السلم السابقة كأمراض شلل الأطفال والكوليرا وغيرها من الأمراض التي سبق وأن تم الإعلان عن القضاء عليها..
ولذلك فإننا نشاهد سقوط عشرات ومئات وألف الوفيات من أبناء الوطن بأزمات ونوبات قلبية وبامراض الحميات باسماىها المختلفة
ونشاهد سقوط أضعافهم بسبب تضاعف الأمراض المزمنة لدى ألمصابين بها نتيجة عدم الاهتمام الكافي بحالاتهم الخاصة أمثال المصابين بامراض القلب والسكر والسرطان وغيرها...
لقد قتلت الحرب مئات الألف من اليمنيين بطريقتها المباشرة بواسطة أسلحة أطراف الصراع وحلفائهم وعن طريق الامراض الناتجه عن الحرب ومعاناتها
وبطريقة غير مباشره عن طريق تضاعف أمراض المصابين وعدم الاهتمام بأصحابها