لم يصل الوطن أرضاً وقيادة وشعباً إلى هذا المستوى الكارثي المتاخر والمتخلف إلا نتيجة لعدد من العوامل والأسباب السلبية التى جاءت نتيجة لطمع العديد من المكونات والأحزاب السياسية والدينية ومن أهمها عدم إقتناعها بوضعها الطبيعي ومكانتها الاجتماعية والإدارية
وعدم قبولها بالشراكة الوطنية وطرق الحكم ووساىله الديمقراطية
وعدم استيعابها للدور التكاملي والوطني بين السلطة والمعارضة
وعدم قبولها بالمساهمة والتعاون كلا ً من موقعه في تحسين المستوى وتطوير الأداء والمسئولية
وعدم إيمانها بتصحيح الإختلالات والأخطاء بالطرق السلمية والحضرية....
هذه المكونات والأحزاب لم تتوفر لديها مبادىء القناعة والمحبة والاثار والقبول بالآخر وبالشراكة الوطنية
وكل ما كان يدور في مخيلتها ويراود أذهان قيادتها تحقيق حلم الانفراد بالسلطة والسيطرة الاحادية على الحكم ومفاصل الدولة وإقصاء الآخر من القيادة والإدارة والمسئولية
وفي سبيل تحقيق أهدافها الانانية بذلت كل ما في وسعها من قوة واستخدمت كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة وسلكت كل الطرق الآمنة والخطرة ونشرت ثقافة البغضاء والعنف والكراهية ووصفت الاشياء بغير صفاتها وسمت الاسماء بغير اسمائها وانكرت الواقع والموجود وغامرت بالوطن والمواطن وقادت البلاد إلي مستنقع يصعب الخروج منه بسهولة وأدخلت الشعب في دوامة الصراع والقتال والموت والهاوية....
والمشكلة أن هذه الأحزاب والمكونات والتنظيمات العدوانية لم تستطع مغادرة أحقادها وخبثها وحماقتها
ولا التخلي عن أساليب مكرها وخداعها وتفاهت ثقافتها وخطاباتها
ولم تكتفي بما فعلته بالوطن والمواطن بسبب إنحراف مسارها ورعونة تصرفاتها
وبأنها لازالت مستمرة في تحقيق أهدافها العبثية ومشاريعها الكارثية عبر طرقها المأساوية والدموية والتخريبية