لم يستطع أعداء الوحدة والحرية والديمقراطية النيل من الوحدة اليمنية أو الإضرار بها طيلة فترة وجودها إلى أن جاء الربيع التدميري الذي نمت على أكتافه مشاريع التقسيم والتمزيق التي توسعت وتمددت بسهولة وأريحية وبرعاية ودعم القوى الخارجية المعادية للوحدة اليمنية التي استغلت فوضى التغيير وقامت بتغذية ودعم هذه المشاريع الضيقة من خلال الانحراف بمسار الحوار الوطني الذي كان مخصصاً لعملية الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة في إطار الوحدة اليمنية والخروج به من مهامه الأصلية الي حواراً ثانوي لا نهاية له يهدف الى ادخال الوطن في متاهة القضايا الشائكة التي لا يمكن الاتفاق عليها بسهولة أو إيجاد الحل لها أو حتى لأحدها في عدة سنوات متواصلة ومنها قضية الوحدة اليمنية التي تم إثارتها واستهدافها وإشعال فتيل الاختلاف فيها عبر ما يسمى بلجنة الأقاليم التي رُفضت مخرجاتها من قبل بعض المكونات السياسية وكانت أحد الأسباب لانفجار الأوضاع العسكرية.
وهذه القضية وغيرها من القضايا الاختلافية كانت بمثابة ألغام موقوتة لإفشال مؤتمر الحوار الوطني وقد أدت إلى إفشاله بالفعل والي الانتقال إلي مرحلة الحرب والقتال التى أعدها أعداء الوطن والشعب كمرحلة تالية لها.
وهذا الوضع الفوضوي الذي نمر به منذ ذلك اليوم هو من جعل أذيال وأدوات القوى الخارجية تجاهر بالانفصال أو بما يسمى بالاقليم الانفصالية والشيء المخزي هنا أن نشاهد تلك القوى الانفصالية تعمل كجزء من أجزاء ومكونات دولة الوحدة الاندماجية.
أو أن نسمع بعض القيادات السياسية أو الأكاديمية أو الإعلامية تتحدث باسم الأقاليم ودولة اليمن الاتحادية التي لم تتعدى عن كونها مشروع في مسودة كانت على طاولة لجان الحوار الوطني التي لم تعبر مخرجاتها عن إرادة وقيم ومبادئ وأهداف الشعب اليمني الدينية والوطنية والجمهورية والوحدوية.
وعلى هذه القوى التى تتعامل أو تتحدث باسم الانفصال أو الاقاليم الاتحادية أن تعلم أن الوضع القانوني لشكل الدولة اليمنية قد حدده الدستور اليمني بالوحدة الاندماجية التي لا تتجزأ ولا تقبل التجزيء وهو ما لا يمكن تجاوزه أو القفز علية كونه يمثل الوضع القانوني والدستوري والطبيعي لشكل الدولة وللإرادة الحقيقية لغالبية الشعب اليمني الذي صوت على إقرار دستور الجمهورية اليمنية 1991م بالأغلبية ولهذا فإنه لا يحق لأحد كان من كان أن يتجاوز نصوصه إلا بعد استفتاء شعبي على تغير مخالف لنصوص هذا الدستور المعمول به شريطة الحصول على تأييد غالبية أبناء الشعب اليمني في كل عموم واتخاذ الجمهورية اليمنية