بعد أكثر من سبعة أعوام من الحرب اليمنية الطاحنة التي دمرت اليمن ومنجزاتها الشاملة.
وبعد رفض المملكة ودول التحالف العربي رعاية أي حوار للأطراف اليمنية المتصارعة.
وبعد القرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن التي صنفت الجماعة الحوثية بالجماعة الإرهابية.
بدأت مساعي مجلس التعاون الخليجي لإجراء مشاورات يمنية بالعاصمة السعودية تشمل كل الأطراف بما فيها الجماعة الحوثية.
وهذه المساعي تأتي متزامنة مع الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي عبر جولاته المتواصلة التي يجريها مع القوى اليمنية الفاعلة بهدف إنعاش وإحياء عملية السلام المتعثرة.
والاسئلة التي تطرح نفسها هنا ويتساءل عنها الجميع ويبحث عن إجابتها المقنعة.
هل وصلت أطراف الصراع إلى قناعة في استحالة الانفراد بالسلطة وإقصاء بقية الأطراف من المشاركة والى يقين تام بأن الحرب لم تحقق سوى أكبر كارثة إنسانية ولن تحقق أهدافهم المشبوه والضيقة
وهل ستكتفي هذه الأطراف بما دمرته ادواتها الغاشمة وبما اقترفته أياديهم الآثمة.
وهل وصلت دول التحالف العربي الى طريق مسدود في الخيار العسكري ورضخت للحلول السلمية ولماذا لم تقبل بهذا الخيار منذ البداية وعاد الأوضاع مستقرة والصورة مشرفة.
إن عملية السلام تحتاج إلى قوى وطنية مخلصة ونوايا صادقة وإلى التخلي عن الارتباط بالخارج والابتعاد عن مخططاته ومشاريعه واملاءته المسبقة وإلى إصرار على تحقيق النجاح وتقديم التنازلات المتتالية وإلى إحساس بخطورة الوضع وبحال الشعب وازماته الخانقة وتحتاج إلى رعاية خالصة من المصالح والمكاسب الضيقة