بعد إنتهاء العام السابع ودخول العام الثامن للتدخل العسكري لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في الحرب اليمنية وتحملها مهام انهاء الانقلاب وإعادة الشرعية تغيرت المعطيات العسكرية والسياسية وتاهت وجهت المهمة الرئيسية التي تبنتها المملكة العربية السعودية والشرعية اليمنية في دروب أحداث ومعارك سبع سنوات عجاف لم ينتج عنها سوى فشلاً عسكري للشرعية يقابله تقدم محدود على الارض للجماعة الحوثية....
.بعد هذه الفترة الطويلة من الحرب بدت المملكة العربية السعودية أكثر عرضة للطيران المسير وللصواريخ البالستية الحوثية التي باتت تستهدف أهم منشآتها المدنية والعسكرية وفي مختلف مدنها وبدقة عالية.....
هذا التغيير الذي حصل في المشهد والأدوار يعود لعدداً من الأسباب أهمها اعتماد المملكة على قيادات سياسية كلاسيكيه قد عفا عنها الزمن وكانت سبباً في أغلب الإخفاقات السياسية والانتكاسات الميدانية
واعتمادها علي جيش هش أغلبه من الاسماء الوهمية ومن العناصر المدنية التى لا خبرة لها ولا صلة بهذا المجال وشئونه العسكرية.. ولذا فإننا نشاهد هذا الجيش وباشراف قياداته السياسية المتهالكة قد فشل في إنجاز المهام الموكلة اليه وزيادة على الفشل ذهب للانشغال بمعارك جانبية أخرى ذات صبغة كيدية تهدف الي تحقيق مصالح سياسية ومادية لا علاقة لها بتحرير ما تبقى من محافظات الجمهورية أو بالدفاع عن المدن المحررة وتوقيف تمدد وزحف الجماعة الحوثية
والسبب الآخر يتمثل باستقوى الطرف الآخر واستفادته من فشل وفساد الشرعية ومن تفكك القوى الوطنية بالإضافة إلي تبني إيران لدعم قيادته ومليشياتها المسلحة ودعم معاركها منذ بداية تحركاته وهو ماحدث بشكل مرتب ومنظم كفل للجماعة الحوثية الحصول على دعم ومساندة القيادة الإيرانية في عمليات التدريب والتأهيل والتسليح والتموين والتطوير والتخطيط في مختلف المجالات وعلى رأسها العسكرية والاقتصادية والسياسية....
إن المشهد السياسي والعسكري الملتهب والمتداخل في الأزمة اليمنية بحاجة ماسة الي تدراك الأمر من قبل قيادة التحالف العربي وذلك عبر التخلص من قوى الفساد المستوطنة في ملجأ وخنادق الشرعية وتصحيح المؤسسة العسكرية والأمنية ودعم الأوضاع الاقتصادية وإيجاد توافق وشراكة سياسية وعسكرية لكل القوى والمكونات والوحدات السياسية والعسكرية واستثمار القرارات الدولية التى صنفت الجماعة الحوثية بالجماعة الإرهابية مالم فإن الوضع سوف يزداد سوءاً وخاصة على المملكة العربية السعودية التي ستتحمل أعباء نتائج تضاعف فساد وفشل قيادة الشرعية وتضاعف الضربات والهجمات الحوثية