منذ بداية الحرب قبل أكثر من سبع سنوات ومدينة تعز تشهد أوضاع مأساوية وظروف معيشة كارثية في مختلف مجالات الحياة وعلى رأسها المجالات الاقتصادية والإنسانية التي تضاعفت بسبب الحصار المطبق على المدينة من قبل المليشيا الحوثية وبسبب الفساد المالي والإداري والانفلات الأمني للسلطة المحلية.
فمنذ بداية هذه الفترة والمدينة تتعرض لمختلف أنواع القصف والقنص والخراب والدمار والسكان يتجرعون أصناف وأنواع العذاب والموت والهلاك وتتعرض ممتلكاتهم لأسوأ عمليات الظلم والسلب و البطش والنهب الأمر الذي أدى إلى تلاشي فرص العمل وانخفاض دخل المواطن وزيادة ارتفاع الأسعار نتيجة الزيادة الكبيرة في أجور النقل عبر الطرق الجبلية الوعرة البعيدة التي فرضها الحصار وتقليص مساعدات برنامج الغذاء العالمي وانعدام الخدمات الأساسية وتضاعف رسوم الضرائب والجمارك المفروضة وفرض إتاوات إجبارية على أصحاب المحلات التجارية وغيرها من الأسباب جاءت زيادة عن الأسباب الرئيسية التي يشهدها الوطن في هذا المجال بشكلاً عام وفي مقدمتها انهيار العملة وتدهور الاقتصاد وتضخم الفساد وانعدام الحلول للمشاكل الاقتصادية وتلاعب الأمم المتحدة بمخصصات الأعمال الإنسانية.
بعد هذه المدة الطويلة من الحرب الذي أنجبت هذا الكم الهائل من الكوارث أصبح أبناء مدينة تعز يعيشون في أسفل قاع المأسي وفي أعمق مستوى للفقر والجوع والمعانات وأصبحت المدينة عبارة عن سجن كبير يكتظ بالفقراء والمعدمين والمحتاجين بالإضافة إلى فئة الموظفين الذين يتقاضون مبالغ لا تساوى إيجار الشقق التي يسكنونها ولا قيمة العلاجات التي يحتاجونها ولا أجور المواصلات التي يتنقلون عليها ولا اقساط رسوم المدارس والجامعات التي يتعلم فيها أبنائهم.
إن هذه التعثر والإخفاق في المدينة قد أدى تفاقم الأحوال المعيشية المروعة للسكان الأمر الذي جعل مدينة تعز وسكانها يعيشون أسوأ كارثة إنسانية على مستوى محافظات ومدن الجمهورية اليمنية التي تشهد بمجملها أسوأ كارثة إنسانية في العالم