العلماء ورثة الأنبياء وهم أنبياء هذا العصر ومسؤولون أمام الله عن علمهم وطريقة تستخيره وعن دورهم في كل القضايا والأحداث التي تواجه الأمة أثناء حياتهم.
فعليهم تقع مسؤولية إصلاح الحكام وإرشاد الشعوب وبصلاحهم يصلح الحكام وبصلاح الحكام تصلح الأوطان والشعوب وبفسادهم يفسد الحكام وبفساد الحكم تفسد الاوطان والشعوب.
والشعب اليمني يعيش للعام الثامن مأساة حرب كارثية وتدميرية قل نظيرها في التاريخ العربي ومع هذا فإننا لم تشاهد لعلماء اليمن بكل مكوناتهم ومسمياتهم الجماعية أو بصفاتهم الفردية أي دور في حل بعض المشاكل أو الأزمات التي يواجهها الشعب والنظام والجمهورية.
فلماذا سكت معظم العلماء عن تدمير الوطن وعن قتل وجرح وجلد ونهب وسلب وتعذيب الشعب ؟.
وماهو رأيهم في كل ما يحدث للوطن والمواطن من مآسي وكوارث ومن تدميراً ممنهج للنسيج الإجتماعي وللوحدة والمقومات الوطنية؟.
وهل يجوز أن يُقتل الشباب بالصواريخ والطائرات والشيوخ بالمدافع والدبابات والأطفال بالمعدلات والقناصات والنساء بالألغام والعبوات من أجل السيطرة على السلطة ونهب الثروات ؟.
ما هو رأيهم في حصار المدن ونهب المساكن والممتلكات ومصادرة الحقوق والحريات ؟.
وماهي عقوبة الخيانة والعمالة وتبني المخططات والمشاريع الخارجية وتنفيذها على حساب الوطن ودماء أبنائه مقابل حفنة من الأموال المدنسة أو بعض من الإمتيازات ؟.
لا نعلم أين ذهب العلماء ولماذا كل هذا الصمت فهل يعقل أن يكون خوفاً من بطش الحكام ؟ وهل يمكن أن يكون العالم جباناً وكلمة الحق في وجه سلطان جائر من أعظم أنواع الجهاد، أم أن هذا الصمت بسبب المادة والعطاء وبسبب الحصول على حياة الراحة والرخاء في عدداً من دول الخارج وفي مقدمتها السعودية وقطر وتركيا.
وهل تلك المشاهد المصورة للعديد من العلماء على موائد الطعام الطويلة التي تحتوي على أصناف المأكولات واللحوم وعلى كل فاكهة وآباء هي تأكيداً للمواقع الجديدة لبعض العلماء.
لقد صمت العلماء وتخلوا عن دورهم من أجل مصالحهم ومصالح قيادات أحزابهم وجماعاتهم فسقط الوطن نتيجة صمتهم وخوفهم وتعصبهم