إن عملية الإصلاح والتغير التي تمت في قيادة الشرعية والتي تتواصل في مختلف مفاصلها الأساسية لم تكن تحصيل حاصل ولم تتم بالصدفة أو نتيجة لجهود قيادة الأحزاب والمكونات السياسية المستقرة في دول المهجر والغربة وإنما أتت نتيجة جهود تلك القيادات والمكونات والوحدات العسكرية التي غيرت نتائج المعادلة العسكرية علي الارض.
وجاءت نتيجة لجهود الكتاب والصحفيين ورجال الإعلام وغالبية القاعدة الشعبية الذين أجمعوا على استئصال قيادة الفساد السابقة وإعادة هيكلة وتغير الشرعية فشكلوا بجهودهم وإجماعهم ضغطاً على قيادة دول التحالف العربي إلى أن وصلت إلى قناعة مماثلة في وجوب التخلص من تلك القيادة الكارثية.
وعلى قيادة مجلس القيادة الرئاسي وكل القيادات العليا والوسطية التى تم تعينها في مناصب ومواقع للمسئولية والتي سيتم تعينها أن تعي هذه الحقيقة الواقعية وأن تعمل بكل تفاني واخلاص وأمانة ووطنية وإلا فإنها ستجد نفسها وقد أصبحت محصورة بنفس الموقف والموقع الذي وقفت ووقعت فيه القيادة السابقة وعندها ستكون هدفاً للقوى الشعبية والإعلامية والعسكرية وستلقى نفس المصير ونفس النهاية المأساوية الذي لاقته القيادة السابقة.
وعلى قيادة الأحزاب والمكونات السياسية التي تقاسمت السلطة أن تترك فنادق دول الخليج والقاهرة وان تعود إلي أرض الوطن لتتحمل مسئوليتها الوطنية وتساهم في إنجاح المرحلة الانتقالية، وعليها أن تعلم على توزيع الحقائب والحصص وتقاسم السلطة لن يستمر من المنفى ولا يمكن أن تتكرر الاخطاء السابقة ولن يظل الشعب يقدم الشهداء والتضحيات ويتحمل الكوارث والمعاناة من أجل أن تأتي قيادة الأحزاب والمكونات من خارج الوطن لتحصد وتقطف المكاسب والثمرات.