بعد أن استكملت قيادة الشرعية تنفيذ كافة الاستحقاقات والتعهدات المتفق عليها بالهدنة الأممية وبعد أن استنفذت قيادة الجماعة الحوثية كل أساليب ووسائل المراوغة والتخدير والمماطلة أتضحت الصورة الحقيقة لنوايا وأهداف الجماعة الحوثية وشاهد الجميع تنصلها وتهربها بشكلاً واضح ودقيق من خلال نتائج مفاوضات العاصمة الأردنية عمان التي خصصت لبحث عملية رفع الحصار عن مدينة تعز المحاصرة وفتح المعابر والطرقات المغلقة عنها وعن عدداً من مدن ومحافظات الجمهورية والتي وصلت إلي طريق مسدود بسبب تعنت ورفض وفد الجماعة الحوثية الذي تحدى هدنة الأمم المتحدة ومطالب المجتمع الدولي الذي طالبه برفع الحصار وفتح الطرقات والوفاء بالتزاماته المبرمة.
ولم تكتفي قيادة الجماعة الحوثية باستثمار الهدنة الأممية التي حققت لها عدداً من المكاسب المالية والاقتصادية والعسكرية بل حاولت أن تقايض بملف حصار مدينة تعز الذي أبدت موافقتها المبدائية على التخفيف من شدة الحصار المفروض على المدينة وفتح طريق رئيسي وطريقين فرعية مقابل نقل البنك المركزي الي العاصمة صنعاء.
كان يفترض على قيادة هذه الجماعة الالتزام بأقل القليل وبالشيء اليسير من بنود الهدنه كتهدئة للمجتمع الدولي أو كرد الجميل لقيادة الشرعية التي نفذت لها كل مطالبها لكنها لم تستطع تنفيذ تلك البنود أو بعضها كونها تتعارض مع مشروعها وتوجهاتها ومع الأوامر التي تتلقاها من داعميها.
وعلى ما يبدو أننا نشهد المراحل النهائية للهدنة الأمنية التي دخلت في مرحلة الاحتضار وبنفس الوقت فإننا نشاهد ملامح ميلاد مرحلة الحرب القادمة التي تمهد لها الجماعة الحوثية والتي بدت واضحة من خلال التحشيد والاستعداد للحرب الشاملة