بعد أن شهدت مدينة تعز إستقرار نسبي لبضعة أشهر، وبعد مرور ما يقارب من ثلاثة أشهر على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي استبشر فيه أبناء المحافظة واعتبروه المنقذ لمدينتهم والمحقق لآمالهم وتطلعاتهم.
وأثناء تعنت الجماعة الحوثية ورفضها رفع الحصار عن المدينة وفتح المعابر والطرقات وقيامها بحشد المقاتلين والمعدات الى أطراف المدينة استعداداً لما تخطط له من معارك وغزوات.
وخلال هذه الظروف العصيبة التى تمر به المدينة والمعاناة التى يتحملها السكان فإن الانفلات الأمني عاد للمدينة من جديد وبشكلاً أكبر وأقوى مما كان عليه في السابق.
فقد شهدت المدينة خلال الأيام الأخيرة الماضية عدداً من الوقائع والجرائم والأحداث والممارسات المخلة بالنظام والقانون مثل جرائم القتل والإصابات والاشتباكات على المخدرات وجرائم الاعتداء على المستشفيات والأقسام والأراضي والسيارات .
وجرائم استخدام أسلحة الدولة وفرض الجباية على المحلات التجارية والممتلكات والتى أدت على سبيل المثال إلى إغلاق المحلات التجارية في شارع جمال وفي عدداً من الشوارع الفرعية والممرات.
إن هذه المليشيات و الأفراد والمجاميع المسلحة التي تحولت بسبب ضعف الدولة إلى وحوش كاسرة ومفترسة قد أعادت لمدينة تعز الجرائم والسلوكيات والأعمال المرعبة ونشرت فيه العبث الأمني والفوضى المتواصلة والممنهجة وأظهرت مقدار العجز والفشل الذي تعاني منه السلطة المحلية وأجهزتها الأمنية والعسكرية المختلفة وقتلت احلام عودة النظام والقانون وفرض هيبة الدولة ومؤسساتها المغتصبة ودفنت تطلعات السكان في إنقاذ مدينتهم المنكوبة والمحاصرة وتحريرها وفي تطهيرها من وحوش الإجرام وأعداء السلام والاستقرار والمدنية والثقافة والمعرفة.