عند النظر الى حجم ومستوى المكاسب والخسائر التي تحققت من الحرب الحالية فإن الشعب اليمني بشكلاً عام وبكامل شرائحه وفصائله وأحزابه ومكوناته يعتبر الخاسر الأول والأخير في هذه الحرب الكارثية التي أهلكت مقدرات دولته ودمرت منشآته واقتصاده وعقدت معيشته وعكرت صفو حياته وقيدت أعماله وتحركاته وأخرت مستوى نهضته وتقدمه وازدهاره....
هذه النتيجة العامة للحرب اليمنية يتم قياسها بمنظور كلي وبصفة إجمالية تختلف عن النتيجة الخاصة التي تقاس من مسافة أقرب وبمنظور شخصي وبصفة دقيقة وتفصيلية والتي يصنف فيه المجتمع اليمني الى صنفين الاول بمثل القلة القليلة من تجار الحرب والدماء من قادة الجماعات والأحزاب التخريبية وهم من يستغل الحرب للتجارة والاستثمار ويجني منها المكاسب والأرباح والصنف الثاني يمثل الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني وهم من يضحوا بالدماء و يخسروا المال والوقت والعمل والأمن والاستقرار ويقدموا الأرواح والجرحى والشهداء.
اليوم وبعد مرور أكثر من سبعة أعوام من هذه الحرب القاتلة نشاهد المستفيدون منه في العاصمة صنعاء يمتلكون العمائر المرتفعة التي تناطح السحاب والتي عجز أن ينفذها اكبر المستثمرين والتجار في وضع الأمن والرخاء والاستقرار ونشاهد غالبية سكان العاصمة وغيرها من المدن الشمالية في وضع متدني وفي حالة سيئة وبدون عمل أو دخل أو مرتبات.
ونشاهد المستفيدون من هذه الحرب في العاصمة الموقتة عدن وفي مدينة مأرب وتعز يمتلكون الفلل المنحوتة من اغلى الاحجار المشهورة ويملكون شركات الصرافة والأدوات ومؤسسات التجارة والاستثمار والمقاولات.
اليوم وبعد أكثر من سبعة أعوام من الخراب والدمار يعيش الشعب اليمني في حصار داخلي وخارجي وفي وضع اقتصادي متدني وحالة مأساوية يسودها الفقر والجوع والمرض ويعاني من أكبر كارثة إنسانية في العالم وفي المقابل الآخر يعيش المستفيدون من الحرب والمسيطرون على ثرواته وإيراداته في أفضل الأوضاع المعيشية ويمتلكون ابراجاً وشركات ومدن سكنية وسياحية والعديد من الاستثمارات في مختلف دول العالم وعلى رأسها دول الخليج وإيران ولبنان والقاهرة وتركيا