بعد أن اقتربت الهدنة الأممية من الانتهاء بدأت المساعي والجهود الإقليمية والدولية والأمنية تتحرك وتضغط على أطراف الصراع اليمنية للقبول بتحويل هذه الهدنة المؤقتة إلي هدنة دائمة ونهائية ظنناً منها بأن إطالة أمد الهدنة بشكل دائم سيشكل أساساً وأرضية صلبة ومنطلق للبحث عن الحلول السياسية التي تضمن إنهاء الحرب والأزمة اليمنية.
وبدلاً من الخروج من نفق الهدنة الموقتة الي نفق الهدنة الدائمة كان الأجدر بالأطراف الإقليمية والأممية وعلى رأسها الأمم المتحدة وسلطنة عمان ومجلس التعاون الخليجي تقيم الهدنة السابقة وما سبقها من الهدن التي تمت في السنوات السابقة على أسس عقلية وعلمية وواقعية ومعرفة مدى التزام وتنفيذ كل طرف من الأطراف لبنودها الواضحة والصريحة ومن خلال نتائج التقييم ستتعرف على رغبات ونوايا أطراف الصراع ومدى جدية ومراوغة واستفادت وخسارة كل طرف من أطراف الصراع من هذه الهدن والمبادرات المتكررة .
فلا اعتقد بأن الاتفاق على هدنة دائمة سوف يساعد على حل الأزمة بقدر ما هو تعقيداً وتطويلاً لا مد الأزمة ولأمد المعاناة والكوارث والخراب والدمار .
وخلاصة القول أن من لم يلتزم ببنود المبادرات والهدن والاتفاقيات السابقة والمزمنة لا يمكن له أن يلتزم ببنود الهدن والاتفاقيات النهائية
وان من يستثمر يتاجر بالوطن والمواطن وأمنه ودمه واستقراره في الهدنه المحددة لن يتراجع عن استثماره والمتاجرة به في الهدنة الدائمة