بعد يوم من الجريمة لم نرَ الإصلاح في شبوة، ما رأينا سوى مؤسسات الدولة تنتهك وعلم الجمهورية يداس بالأقدام، ومشاهد السرق والنهب التي بدت كنسخة من مشاهد اقتحام العاصمة صنعاء، واستهداف أفراد الجيش والأمن الذين كانوا يحرسون الجمهورية ومن لقنوا مليشيات الحوثي دروسا قاسية.
ومن المضحكات المبكيات أن يجاهر بعض المعرصين السياسيين بخيانته لوطنه، ويجعل من نفسه غطاء لكل هذا السقوط، وينسب لنفسه مجدا حقيرا ضد وطنه وهو يدرك أنه مجرد بوق مستأجر أو أداة رخيصة.
أنا أعرف شبوة وأبناءها وقبائلها ورجالها، هم أصحاب مواقف رجولية ومروءة وشهامة، ولن يصلوا إلى تجاوز الخطوط الحمراء فيما بينهم، أو يقبلوا بسفك قطرة دم، أو اقتحام حرمة بيت، وسرقة الأثاث ولعب الأطفال، لولا التعريص السياسي والإرتزاق الرخيص القادم من خارج المحافظة برا وجوا.
انظروا من يتصدرون الحملة الإعلامية ضد شبوة وأبنائها ستجدونهم من عيال السوق السوداء، والمستأجرين والمعرصين الذين تم جلبهم من خارج المحافظة..
هذه هي الحقيقة الجلية الدامغة، لكنها لم تجد من يقدمها، للناس والمجتمع، بعد أن تم إسكات الأفواه بمتاع قليل، ولم نعد نستنكر الصمت الدولي مما يجري، أصبحنا نشكو الصمت المحلي، ليس لعامة الناس بل من الناشطين والصحفيين والسياسيين..