نتيجة نضال وكفاح الشعب اليمني في كافة ربوع الوطن شماله وجنوبه في القرن العشرين تمخض ميلاد أهم ثورتين في تاريخه ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962م وثورة الـ 14 من أكتوبر 1963م وتحقق حلم الشعب في الخلاص من الاستبداد والتحرر من الاستعمار وتذوق طعم الحربة والعدالة وبدء عهد العلم والامن والاستقرار والنهضة والتقدم والازدهار.
لقد كانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في شمال الوطن بداية لانطلاق ثورة الرابع عشر من اكتوبر في جنوبه فقد عاد المجاهد غالب راجح لبوزة من الشمال الي جبال ردفان متشبعاً بدوافع الكفاح المسلح ضد الاستعمار الأجنبي ومؤمناً بطرد المستعمر وأحقية الأرض وملكيتها لأصحابها وحاملاً على عاتقه مسئولية قيادة الثورة وصناعة تاريخ فجر الـ 14 من أكتوبر.
نحتفل اليوم بالعيد الـ 59 لثورة الـ 14من أكتوبر الذي يعد من أشهُر الاحتفاليات التي تجمع اليمن على نهج ثوري يعيد أمجاد الشعور الوطني الخالص ويذكر الأجيال بأمجاد الشعب وبمناضلين صنعوا من المعجزات حقائق ومن الحلم واقع.
تحل علينا الذكرى الـ 59 لثورة الـ 14 من أكتوبر وعجلة الحرب مستمرة بالدوران داخل الوطن منذ ثمانية أعوام والشعب يمر بأسوأ حالاته السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والإنسانية ويعيش أكبر كارثة ومأساة إنسانية في العالم.
إن هذه الذكرى المجيدة التي اجبرت المستعمر البريطاني على الخروج والرحيل من جنوب الوطن تجعلنا اليوم نزداد إيماناً ويقيناً بان كل الانظمة المستبدة الامامية والاستعمارية لا يمكن لها ان تبقى وتعيش وتصمد أمام إرادة الشعوب الحية التي ترفض كل اشكال وأذيال العبودية والاستعمار