عندما ننظف آنية استقبالنا لأنباء الإغتيالات، حتى تكون ردة فعلنا تجاه اراقة دماء اليمنيين وازهاق ارواحهم فطرية سليمة فتسمع اذاننا من بعيد اصوات اولاده المفجوعون به وامه المكلومة عليه وتشاهد اعيننا الحزن المخيم على منزله ومنطقته وتستشعر قلوبنا تلك الفاجعة وتقشعر ابداننا من ذلك الجرم وتحلق عقولنا في فضاء الروح التي ازهقت بغتة قبل ان توفي اتزاماتها وتحقق احلامها وتودع احبابها عندما نعيش ذلك الشعور دون سؤال عن نسب او منطقة او انتماء المجني عليه؛هنا سيعلم الجاني سلفا اننا لن ننقسم الى فرق عدة..رافضة،صامتة ومؤيدة.
عندما نصحح اسلوب تعاملنا مع قضايا الغدر والقتل خارج إطار القانون فلا نصبغ المغدور به بصبغة حزبية ولانضع عليه علامة مناطقية ولانحيطه بتعصب مذهبي بل نعزي بعضنا فيه كانسان له الحق في العيش حتى يتوفاه الله حتى يغضب لمقتله كل انسان،مسلم حرم الدين دمه وروحه الا بالحق حتى يتألم عليه كل مسلم،يمني حمى القانون حرمة دمه حتى يرفض اغتياله كل يمني.
عندما نتخذ موقف موحد تجاه الانفلات الامني والفشل الاستخباراتي؛ فيتجه اهل المسئول الامني او الاستخباراتي الى منزله ليسمعوا اولاده بكاء ورعب اليتامى وينقلوا لوالدته حالة الأم المكلومة ويُسمعوا زوجته دعوات الارملة المفجوعة، ويسارع مشائخ واعيان منطقته الى ديوان مقيله ليُبلغوه استنكار الجميع ورفض المجتمع ويرفع زملائه واصدقائه سماعات هواتفهم ليقولوا له في اذنه مايجب قوله ومايتوجب فعله.
عندما نوحد صفنا ضد الفوضى قبل استفحالها؛ فلا نقف ضد بعضنا في مسائل تمس دماءنا وترخص ارواحنا وتستهدف امننا فيصبح بعضنا درع لظالم او غطاء لفاسد او حاجز دون فاشل بل يجب ان يكون الحزب الذي ساند المسئول الفاشل اول رافض لتقصيره واقوى مطالب لمحاسبته وتغييره.