أوهمتنا عمان، كل هذه العقود، ومهما فعِلّت بحقنا كيمنيين لا زالت ذهنية اليمني أن عمان تعيش الحياد المطلق مع كل قضايا العالم،من كل خارطة الصراع، وكانت هذه نقطة القوة للدور العماني، فاليمني ينسى أن هناك دولة اسمها عمان، بل لا يكاد يتذكرها، في ترحاله وحله وفي مشقة البحث عن عمل لا يفكر أن يذهب عمان، كنا نعرف عمان فقط كلما أتى الدوري الخليجي في كرة القدم فنتذكر أن دولة ما وهي بجانبنا اسمها عمان وكذلك إن شاهدنا من بين مليون سيارة لوحة تحمل اسمها في شارع يمني، نصرخ ونقول:عمااان
السويد أقرب لنا من عمان، كل دول العالم البعيدة،جغرافياً، أقرب لنا من عمان، فعمان أوحت للعالم ونحن أولهم أنها لا تجري خلف أحد، وهنا لم يلهث خلفها أحد، دون أن ندرك الا متأخراً أن لدغة الساكت أشد سمية من لدغات المضج، ولسنوات كلما قالوا عمان وإن عبر اليمني عن ذلك ففي قرارة قلبه أن عمان شيء لا يوجد، لذا لا يشكل خطراً، ولا زالت ذهنية العقود المنصرمة تسيطر على الوعي اليمني، فأتيح لهذا الجار اللدود أن يفعل كل شيء بهدوء، وأن يخدم الكهنوت وبكل شيء
من مأمنه يؤتى الحذِر، وقد أٌتينا من عمان،التي تستضيف أرهاب الكهنوت، فقلنا ( مشيها ) وطالما محايدة فلا شأن لنا ولها الحق في قبول كل الأطراف، ونسينا وجود عمان، مع أن محمد عبدالسلام يعلن استهداف الخليج بصواريخه من فندق عماني وهذا لا يعني الا تخلٍ عن الإتحاد الخليجي، ولكن ما شأننا بذلك، فعمِدت على دعم انشاء كتائب تفركش المعركة الوطنية الى جانب دويلة قطر،ولكن ندرك أكثر من ذلك فهي من تنقذ الكهنوت كل مرة، من هناك يصل السلاح الايراني للجماعة، وتجاوزنا الأمر، فنحن من فرط نسياننا لعمان ننسى كل شيء،نتجاوز
أما وهي حاولت كل هذه السنوات لتهدي الكهنوت مأرب، فهنا لا يجب أن ننسى،يجب أن نعيد هيكلة قناعاتنا، وأن نتذكر عمان كجار لا يقل سوءاً عن إيران، بل اسوأ من حيث أننا كيمنيين لم نفكر البتة بأن تكون عمان طعنة في خاصرة المعركة اليمنية، عمان التي تعمل بصمت وهدوء وتقنع المجتمع الدولي أن سقوط مأرب بيد الكهنوت سوف ينهي الحرب!
تخيلوا، هي من تدفه ومن تدفع وتوصل الصواربخ اليه، تلك الصواريخ التي تسقط على المدنيين، حول الجغرافيا اليمنية، عمان السم الزعاف، والحائط المثقوب بخيانة السلاطين، ولعنة الجار، والساكت اللعين، الذي لا يرحم !.
أعيدوا قراءة عمان، مرة أخرى،عمان التي خدعتنا كل هذه العقود، وقولوا : لابد من ظفار وإن طال الزمن،مدينة المكارب والتبابعة التي بنتها دقة الأجداد، ابناء سبأ، فهي حقنا الذي لن نتخلى عنه، اذا فاقمت هذا العداء الصريح للشعب اليمني، ووقفت بوجه معركة الخلاص،
هي سرطنة اللعنات، ولعنة الجوار الأبدي، فالمنطق يقول من حيث الجوار لا يجب على عمان أن تسكت ونحن نموت من الحرب والجوع ومع ذلك لا نريد أي شيء فلنا منطق وجوار يتكفل بكل شيء وما حدث أن منطق الأباضي اللعين يساعد الكهف على إذاقتنا الويل، بكل بجاحة، وكأنهم يهدوننا الورود ..!