الهدف الحقيقي والغاية المجيدة،والثبات، وقدرته على امتصاص الصدمات وتذويب كل الخلافات ونذر الحرب بين الأطراف الوطنية فلولاه لتصادما الشمال والجنوب فهو كان واسطة الفصل بين الثنائيات وواسطة الجمع بين التناقضات ودمج فصائل الخلاف، وكذلك عدم تفويت أي فرصة لابداء الصف الواحد بين تعز والساحل ، الساحل مأرب، مأرب وشبوة،الجنوب والشمال، بهذه تميز العميد .
لم يتحدث باسم صنعاء، هو ابن اليمن كله، وأدبياته هي أدبيات الزمن النبيل،اليمن فقط، لم يغرق بخطاب وحدوي أو إنفصالي، فهو يرى أن معركتنا ككل نحو استعادة صنعاء ثم الشعب يقرر مصيره، ونجح في تخطي حمى المناطقية، وحول ابناء تعز الى اصدقاء وفق هدف واحد وقد كانت تحدث معركة،وقربت، لولا حكمة وحنكة العميد طارق،رجل مرحلة.
ترفعه عن الصغائر، تشكيل وحدة وطنية، حراسه من كل المدن، مكتبه السياسي يشرك الجميع فيه، من حضرموت الى تعز، الشمال والجنوب والوسط، والشيء الأهم جنديته وجنوده، لا يمكن له أن يفرط بجنده،أو بحق جنده، يأخذون حقوقهم على أكمل صورة وبكل سهولة، وبهذه ينجح فالجند اذا جاعوا أكلوا الناس، وهنا تسقط الجيوش، وبطريقة سلسلة، يعتمد بنهجه نهج الكبار في كل زمن،
والاعلام، ستجدون اعلامه الرسمي لا يمكن لاعلام المقاومة الوطنية أن يسيء وأن يناكف بعيداً عن المعركة مع الكهنوت وضد الفصائل الأخرى، ويستخدم اللين في موضعه،كالحزم في موضعه، لكل موضع نهجه، سياسة عليا، يستقي سياسته من الواقع، ومن الأولويات .
لم يأت محملاً بصراعات الزمن المنصرم، العسكري الفذ خلع رتبته أول المعركة وقال سنلبس الرتب فقط في صنعاء، لا رتبة دون صنعاء، وهو صاحب الرتبة من زمن الدولة والجمهورية، ولم يغادر الميدان وهذ ميزته الأهم، فلا خير بقائد يترك رجاله، ويغادرهم
تذكرت الحاجب المنصور ورده على الذي سأله عن نوعية الحرب وهي السياسة فقال له ورد عليه : أما والله فهي حرب، حربٍ في داخلك، وحربٍ في خارجك، إلا أن عُدَّتها غيرُ السيف والرمح .. فقال له : وما عُدَّتُك أنت فيها؟
رد المنصور : الصبر والمصابرة وطول الأناة، واحتساب الموعد والوعد، ومعاينة اليوم الذي تكره بعين الغد الذي ترجو وتُحبّ .. تذكرت العميد طارق ونجاحاته وأنا أتذكر ذا المشهد
لهذا ينجح طارق، حرب وسياسة، وتنمية.